دراسة حديثة أجراها مشروع “الإسناد الجوي العالمي” (World Weather Attribution) كشفت أن تغير المناخ أدى إلى زيادة احتمالية حدوث موجات الحر الشديدة التي ضربت جنوب السودان في فبراير الماضي بنحو 10 أضعاف.
وأوضحت الدراسة أن ارتفاع درجات الحرارة بمقدار درجتين مئويتين على الأقل، بالإضافة إلى نقص البنية التحتية اللازمة لمواجهة هذه الظروف، يجعل السكان أكثر عرضة لمخاطر التغيرات المناخية.
وأشارت الدراسة إلى أن جنوب السودان، الذي يعاني بالفعل من تحديات اقتصادية وصراعات متكررة، يفتقر إلى الوسائل الأساسية للتكيف مع موجات الحر، مثل أنظمة التبريد والمساحات الخضراء.
كما أن العديد من المنازل تعتمد على أسقف الصفيح، ولا تتوفر فيها أنظمة تكييف الهواء، مما يجعل من الصعب على السكان الالتزام بتوصيات الحكومة بالبقاء في الداخل خلال فترات الحر الشديد.
وقال عالم المناخ في الصليب الأحمر والهلال الأحمر في بوركينا فاسو وأحد مؤلفي الدراسة، كيسويندسيدا جيغما: “تغير المناخ يجعل الحياة أكثر صعوبة في جنوب السودان، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة التي يعيشها البلد”.
وأضاف أن العاملين في الهواء الطلق، وهم يشكلون نسبة كبيرة من السكان، يواجهون مخاطر صحية كبيرة بسبب التعرض المباشر للحرارة الشديدة.
وتفاقم الأزمة بسبب نقص المياه الصالحة للشرب وعدم توفر الكهرباء بشكل كاف، حيث تشير بيانات البنك الدولي إلى أن معدل الوصول إلى الكهرباء في جنوب السودان بلغ 8.4% فقط في عام 2022.
وأبرزت الدراسة التأثير غير المتناسب لموجات الحر على النساء والفتيات، اللواتي يتحملن العبء الأكبر من المهام اليومية مثل جمع المياه والطهي، مما يضطرهن للخروج في ظل الظروف المناخية القاسية.
ومن المتوقع أن تستمر درجات الحرارة المرتفعة خلال شهر مارس، وفقا للتوقعات المناخية الواردة في الدراسة، مما يزيد من الضغوط على السكان الذين يعانون بالفعل من نقص الموارد والبنية التحتية اللازمة للتكيف مع هذه التغيرات المناخية المتسارعة.