05 ديسمبر 2025

في تطور جديد يعكس تدهور الوضع الأمني في منطقة الساحل الإفريقي، أعلنت جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” الموالية لتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن اختطاف ثلاثة مواطنين مصريين في غرب مالي، مطالبة بفدية مالية ضخمة لإطلاق سراحهم.

وذكرت القنوات الإعلامية التابعة للجماعة أن اثنين من المصريين خُطفا في وقت سابق هذا الأسبوع، قبل أن يتم اختطاف الثالث على الطريق الرابط بين سيغو وباماكو شرقي العاصمة المالية.

وأوضحت أن الضحية الأخيرة رجل أعمال مصري تتهمه الجماعة بـ”التعاون مع سلطات باماكو”، مشيرة إلى أن الفدية المطلوبة تبلغ خمسة ملايين دولار مقابل الإفراج عن المختطفين الثلاثة.

وفي بيانها، وصفت الجماعة العملية بأنها “ضربة لداعمي الاحتلال الروسي”، في إشارة إلى الوجود العسكري المتزايد لفيلق إفريقيا الموالي لموسكو، الذي يدعم الحكومة المالية في معاركها ضد التنظيمات المتشددة.

حتى الآن، لم تصدر السلطات المالية ولا السفارة المصرية في باماكو أي تعليق رسمي، غير أن مصادر دبلوماسية أكدت تلقي إشعار بالحادثة وبدء عمليات بحث أولية لتحديد موقع المختطفين.

ويأتي هذا الحادث ضمن سلسلة من عمليات الاختطاف التي تستهدف الأجانب في مالي والدول المجاورة خلال الأشهر الأخيرة، والتي تهدف الجماعات المسلحة من خلالها إلى تمويل نشاطها عبر طلب الفدى.

وشهدت البلاد في الأشهر الماضية اختطاف خمسة هنود يعملون في مشروع للطاقة غرب باماكو، وأربعة صينيين في مناطق تعدين الذهب، إضافة إلى إيراني واحد في سبتمبر الماضي، ومبشر أميركي في نيامي عاصمة النيجر في أكتوبر.

ووفقا لتقارير مراكز بحثية، تجاوز عدد حالات الاختطاف الأجنبي في منطقة الساحل هذا العام 23 حالة مؤكدة، مع فدى مالية تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات.

وتزامن هذا التصعيد مع حملة واسعة لجماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” تهدف إلى خنق الاقتصاد المالي، إذ أغلقت طرقا رئيسية نحو العاصمة، ما أدى إلى نقص حاد في الوقود وإغلاق المدارس والجامعات وارتفاع أسعار السلع بنسبة 200%.

وتسيطر الجماعة اليوم على نحو 80% من إنتاج الذهب في منطقة كايس غرب البلاد، وفق تقارير أمنية، بينما تتزايد حوادث إحراق الشاحنات واحتجاز السائقين، مما يشير إلى توسّع نطاق نفوذها.

وردود الفعل الدولية جاءت سريعة؛ فقد دعت فرنسا والولايات المتحدة وألمانيا مواطنيها إلى مغادرة مالي “في أسرع وقت ممكن”، فيما خفّضت بعض السفارات مستوى تمثيلها الدبلوماسي نتيجة تدهور الأوضاع.

وحذّرت منظمة العفو الدولية من أن استمرار هذه العمليات يهدد بحدوث كارثة إنسانية واسعة في الساحل الإفريقي، مشيرة إلى وجود أكثر من 440 ألف نازح داخلي نتيجة العنف المسلح وانهيار الخدمات في مناطق النزاع.

 

إعادة إدراج قيادات “الإخوان” على قوائم الإرهاب في مصر

اقرأ المزيد