مجلس السلم والأمن الإفريقي يعقد، يوم الاثنين المقبل، جلسة طارئة لبحث تطورات السودان وسط تصاعد التحركات السياسية والعسكرية وجهود دبلوماسية إقليمية ودولية.
وكشفت مصادر مطلعة في الاتحاد الإفريقي لموقع “سودان تربيون” أن الجلسة، التي ترأسها الجزائر، ستركز على آخر المستجدات في البلاد، وعلى رأسها إعلان قوات الدعم السريع تشكيل حكومة موازية في مدينة نيالا، الواقعة غرب السودان، وهي الخطوة التي أدانها المجلس في وقت سابق، محذراً الدول الإفريقية من التعامل مع هذه الكيانات غير المعترف بها رسمياً.
وكان ممثل الاتحاد الإفريقي في السودان، محمد بلعليش، قد أجرى الثلاثاء الماضي مباحثات مع رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، في مدينة بورتسودان، وعبّر بلعليش خلال اللقاء عن تقديره للخطوات المتعلقة بتشكيل حكومة مدنية في البلاد، في إشارة إلى تعيين رئيس للوزراء من قبل السلطات القائمة.
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع اتصالات مكثفة أجراها مسؤولون غربيون خلال الأسبوع الماضي مع قيادات في الاتحاد الإفريقي، سعياً لتنسيق الجهود الرامية لاحتواء الأزمة السودانية، ووقف التدهور الأمني والسياسي المتفاقم.
وأفادت المصادر أن مصر تعتزم خلال الجلسة طرح ملف تجميد عضوية السودان في الاتحاد الإفريقي، الذي أُقر في أعقاب الانقلاب العسكري الذي قاده قائد الجيش في أكتوبر 2021، ومن المتوقع أن تطالب القاهرة بمراجعة هذا القرار، في ضوء التطورات الأخيرة على الساحة السودانية.
وفي السياق ذاته، كشف مصدر دبلوماسي سوداني عن زيارة وفد حكومي سوداني إلى العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، خلال الأسبوع الماضي، حيث أجرى الوفد مشاورات غير رسمية مع مسؤولين في الاتحاد الإفريقي، إلى جانب لقاءات مع البعثة الدبلوماسية السودانية هناك، في محاولة لإعادة تنشيط القنوات الدبلوماسية مع الاتحاد.
وكان رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، علي محمود يوسف، قد أشاد في مايو الماضي بقرار الجيش تعيين كامل إدريس رئيساً للوزراء، وهو الموقف الذي قوبل بانتقادات حادة من بعض القوى السياسية والمدنية السودانية، معتبرين أنه يشكّل انحيازاً لطرف دون آخر في الأزمة المستمرة منذ نحو عام ونصف.
وتأتي الجلسة المرتقبة وسط انقسام حاد في المشهد السوداني، وتعقيدات متزايدة تهدد مسار التسوية السياسية، في وقت يسعى فيه الاتحاد الإفريقي لتفعيل دوره كوسيط إقليمي لحل النزاع واستعادة الاستقرار في البلاد.
المغرب يتصدر الدول العربية في استهلاك الفحم
