05 ديسمبر 2025

تتزايد الاحتجاجات في جنوب إفريقيا ضد تصدير الفحم إلى إسرائيل، حيث أكدت تقارير أن الصادرات ارتفعت بنسبة 17% في 2024، مع توجيه اتهامات لعملاق الطاقة “غلينكور” بالتواطؤ في الإبادة الجماعية، ويطالب المتظاهرون بوقف الشحنات، مشيرين إلى دعمهم لفلسطين.

تشهد جنوب إفريقيا جدلاً متصاعداً حول استمرار صادرات الفحم إلى إسرائيل، في ظل استمرار الحرب على غزة التي أدت إلى استشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

وتكشف وثائق برلمانية أن جنوب إفريقيا صدرت خلال الفترة من 2004 إلى 2009 ما مجموعه 23.75 مليون طن من الفحم لإسرائيل بقيمة 8.66 مليارات راند (492 مليون دولار).

وارتفعت هذه الصادرات بنسبة 17% في عام 2024، حيث شحنت جنوب أفريقيا نحو 1.6 مليون طن من الفحم إلى إسرائيل بقيمة تقديرية تبلغ 178.2 مليون دولار، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة، وتشير تقديرات منظمة “سومو” الهولندية إلى أن جنوب إفريقيا تساهم بنحو 15% من واردات إسرائيل من الفحم.

وتلعب شركة “غلينكور” السويسرية متعددة الجنسيات دوراً محورياً في هذه التجارة، حيث شاركت في 15 شحنة فحم وصلت إلى الموانئ الإسرائيلية منذ أكتوبر 2023، منها ست شحنات بعد أن علقت كولومبيا صادراتها في أغسطس 2024.

ويستخدم الفحم الجنوب إفريقي في توليد 17.5% من احتياجات إسرائيل الكهربائية عبر محطتي “روتنبرغ” في عسقلان و”أوروت رابين” في حديرا، علماً أن شبكة الكهرباء الإسرائيلية تغذي المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية والقدس الشرقية والجولان السوري المحتل.

وأشار تقرير أممي إلى أن “الشركات الدولية للطاقة غذت الإبادة الجماعية الإسرائيلية كثيفة الاستهلاك للطاقة”، مؤكداً أن الآلة العسكرية الإسرائيلية تعتمد على كميات ضخمة من الوقود.

وشهدت جنوب أفريقيا موجات احتجاجية متواصلة نظمها مئات الناشطين المؤيدين لفلسطين، حيث طالبوا بفرض حظر فوري على صادرات الفحم إلى إسرائيل، واتهم المتظاهرون شركة “غلينكور” بالتواطؤ في الإبادة الجماعية في غزة.

وأعلن اتحاد عمال الصناعات العامة في جنوب إفريقيا رفضه القاطع لاستمرار هذه الصادرات، مؤكداً أن “دولة رفعت قضية إبادة جماعية ضد إسرائيل لدى محكمة العدل الدولية لا يمكنها في الوقت نفسه تزويدها بالفحم”.

وتواجه الحكومة الجنوب أفريقية معضلة قانونية واقتصادية معقدة، حيث حذرت وزارة التجارة والصناعة من أن فرض عقوبات من طرف واحد على إسرائيل قد “ينتهك مبادئ منظمة التجارة العالمية ويعرض البلاد لتحديات قانونية دولية”.

يذكر أن صناعة الفحم في جنوب أفريقيا توظف مئات الآلاف من العمال وتساهم بمليارات الراندات في الناتج المحلي الإجمالي، مما يضع الحكومة بين مطرقة الالتزامات الأخلاقية وسندان المصالح الاقتصادية.

إسرائيل تطالب تونس بحماية الجالية اليهودية بعد اعتداء على تاجر في جربة

اقرأ المزيد