05 ديسمبر 2025

انتقادات حادة طالت وزيرة الثقافة التونسية أمينة الصرارفي بعد مشاركتها في افتتاح معرض “من روما إلى زاما” في إيطاليا، حيث اعتبرتها أصوات سياسية وثقافية تمجيداً لهزيمة القائد القرطاجي حنبعل، وتصاعدت مطالبات بإقالتها وسط شكوك حول صحة الروايات التاريخية المعروضة.

أثارت وزيرة الثقافة التونسية أمينة الصرارفي عاصفة من الانتقادات بعد مشاركتها في افتتاح معرض “من روما إلى زاما” في العاصمة الإيطالية روما، مما دفع سياسيين ونشطاء إلى المطالبة بإقالتها فوراً.

وجاءت هذه الدعوات بسبب ما وصفوه بـ”تمجيد هزيمة” القائد القرطاجي الأسطوري حنبعل الذي يحتل مكانة خاصة في الوجدان التونسي.

المعرض الذي افتتحته الصرارفي برفقة نظيرها الإيطالي أليساندرو جولي، يضم تماثيل لشخصيات شاركت في معركة زاما التاريخية التي شهدت انتصار الرومان على القرطاجيين عام 202 قبل الميلاد.

وقد أثار هذا الحدث غضباً واسعاً في الأوساط الثقافية والسياسية التونسية، خاصة مع وجود شكوك بين بعض المؤرخين التونسيين حول صحة وقوع المعركة أساساً.

وتصدر حزب التحالف من أجل تونس موجة الغضب، حيث كتب رئيسه سرحان الناصري على مواقع التواصل: “وزيرة الثقافة التونسية شاركت رسمياً في تمجيد هزيمة حنبعل دون أي تحفظ أو دفاع عن روايتنا الوطنية”.

وأضاف: “حنبعل رمز سيادة ومقاومة، ووزيرة لا تفرق بين التعاون الثقافي والتطبيع مع روايات المستعمر لا تستحق موقعها”.

من جانبه، وصف الناشط عز الدين الباجي مشاركة الوزيرة بأنها “تأبين لقائد قرطاج العظيم” في عقر دار من هزمه، مشيراً إلى الصور التي التقطت لها وهي تمسك بذراع الوزير الإيطالي.

وكتب ساخراً: “حملت روما آثاراً من أرض قرطاج وعرضتها على جمهورها مع سردية انتصارها، والوزيرة بمشاركتها أيدت تلك الرواية”.

وأثار الباحث شوقي سنجق نقطة الخلاف التاريخية حول المعركة، موجهاً سؤالاً للوزيرة: “هل كنت تدركين أن هذا المعرض يروج لهزيمة حنبعل؟ وهل تعلمين أن معركة زاما موضع شك بين المؤرخين؟”، ودعاها إلى تقديم استقالتها “وترك المكان لمن هو أجدر”.

كما تساءل ناشطون عن مغزى هذه المشاركة، معتبرين أن “التراث التونسي ليس سلعة للبيع في بازارات روما”، ومطالبين بالحفاظ على الذاكرة التاريخية من “البيع بالتقسيط”، وأكدوا أن حنبعل لم يهزمه الرومان في الحرب بقدر ما “تهزمه الآن مثل هذه المواقف”.

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تثار فيها جدالات حول التعامل مع التراث القرطاجي في تونس، حيث يعتبر حنبعل أحد أهم الرموز التاريخية التي تفتخر بها البلاد، ويبدو أن هذه الحادثة قد أثارت من جديد نقاشاً حاداً حول كيفية التعامل مع التاريخ المشترك مع الدول التي كانت خصوماً في الماضي.

قمة ثلاثية جديدة بين الجزائر وتونس وليبيا في بداية 2025

اقرأ المزيد