05 ديسمبر 2025

رغم تأكيدات متكررة من الحكومة المصرية بحماية المستأجرين، خصوصا كبار السن وأصحاب المعاشات، لا يزال الجدل محتدما حول قانون “الإيجار القديم” بعد دخوله حيز التنفيذ مطلع أغسطس الجاري، وسط تخوفات من إخلاء المساكن وصعوبات في الحصول على بدائل مناسبة.

ويحدد القانون، الذي صدق عليه في 4 أغسطس الجاري، فترات انتقالية قبل تحرير العلاقة الإيجارية، تبدأ بخمس سنوات للوحدات غير السكنية، وسبع سنوات للوحدات السكنية.

وأكدت السلطات المصرية، أن هذه المدة كافية لإيجاد حلول تضمن حقوق جميع الأطراف، مشيرة إلى خطط لتوفير وحدات بديلة للفئات الأكثر احتياجا.

ومع ذلك، يرفض قطاع واسع من المستأجرين فكرة الإخلاء، ويشكك البعض في قدرة الدولة على توفير سكن بديل بالوتيرة المطلوبة.

وفي سياق متصل، يرى رئيس اتحاد مستأجري الإيجار القديم، شريف الجعار، أن زيادة القيم الإيجارية التي نص عليها القانون ستدفع كثيرين إلى الامتناع عن السداد، ما يفتح الباب أمام نزاعات قضائية.

وينص القانون على تقسيم المناطق حسب المستوى السكني، ورفع الإيجار بنسب متفاوتة تصل إلى 20 ضعفا في المناطق المتميزة، مع حد أدنى قدره ألف جنيه، بينما ترتفع الإيجارات في المناطق المتوسطة والاقتصادية بحد أدنى 400 و250 جنيهًا على التوالي.

وترجع الأزمة إلى قوانين الإيجار القديم التي بدأت منذ منتصف القرن الماضي، والتي حسنت أوضاع المستأجرين، لكنها أفرزت تعقيدات عاشها الملاك والمستأجرون على حد سواء، إذ ظل الإيجار مجمدا رغم تضخم الأسعار وهلاك العقارات وعدم استثمار أصحابها.

ويعيش حوالي 1.6 مليون أسرة (من أصل نحو 3.3 مليون عائلة مقيمة في عقود قديمة) في منازل بإيجار لا يتجاوز دولارا شهريا في بعض الحالات.

وكانت هذه العقود ملاذا لفئات كثيرة، ولكنها تسببت أيضا في تقصير الملاك عن صيانة ممتلكاتهم، ما أدى لتدهورها وارتفاع مخاطر الانهيار في بعض المباني.

مصر.. اختفاء منصة للتداول الرقمي والمراهنات وسرقة أموال مشتركيها

اقرأ المزيد