05 ديسمبر 2025

تواجه 6 ملايين أسرة مصرية خطر إخلاء منازلها بعد قرار الحكومة رفع القيود على زيادة إيجارات “الإيجار القديم”، مما يزيد القلق بين المستأجرين، بينما تسعى الحكومة لإصلاح قطاع الإسكان، يستشعر المواطنون مثل مريم خليل مخاوف مستقبلية بشأن الأمن السكني.

في شقتها المتواضعة بإحدى محافظات دلتا النيل، تعيش مريم علي خليل (80 عاماً) على وقع مخاوف جديدة تهدد استقرارها السكني بعد أن قضت ما يقارب نصف قرن في منزل كانت تدفع إيجاره 500 جنيه شهرياً (حوالي 10 دولارات).

هذه الأرملة وأم لثلاثة هي واحدة من ملايين المصريين الذين قد تتغير حياتهم جذرياً بعد قرار الحكومة إلغاء قانون الإيجارات القديم الذي ظل يحمي مستأجرين مثلها لأكثر من 44 عاماً، في خطوة تهدف إلى تحرير سوق العقار ولكنها تثير مخاوف من موجة إخلاء جماعية.

وبعد جدل قانوني واقتصادي طويل، أقرت الحكومة المصرية تعديلات تتيح لمالكي العقارات زيادة الإيجارات بشكل كبير، مما يهدد ما لا يقل عن 6 ملايين شخص كانوا يستفيدون من نظام الإيجار القديم الذي يرجع إلى سياسات الستينيات الاشتراكية.

تقول مريم، التي تعيش على معاش زوجها المتواضع البالغ 9000 جنيه شهرياً: “هل من المعقول أن نُفاجأ بإجراءات جديدة بعدما عشنا في المكان حوالي نصف قرن؟”.

ويأتي هذا القرار في إطار برنامج إصلاح اقتصادي مدعوم من صندوق النقد الدولي، يهدف إلى تحرير الاقتصاد وتعزيز دور القطاع الخاص، لكنه يتزامن مع معاناة ملايين المصريين من ارتفاع تكاليف المعيشة وتدهور قيمة العملة المحلية.

من جهتها، تؤكد الحكومة التزامها بشعار “سكن لكل المصريين”، وتشير إلى أنها أنجزت بناء نحو مليون وحدة سكنية لمحدودي ومتوسطي الدخل، بالإضافة إلى 300 ألف وحدة ضمن خطة إزالة المناطق العشوائية.

ويشكك خبراء ومختصون في جدوى الفترة الانتقالية المحددة بسبع سنوات، معتبرين أنها غير كافية لاستيعاب الصدمة السكنية المتوقعة.

ويحذر يحيى شوكت، الباحث المتخصص في الشؤون الحضرية، من أن “المهلة المحددة بسبع سنوات قاسية، لأنها لا تمنح الحكومة وقتاً كافياً للوفاء بوعدها بعدم ترك أحد”.

وتشير بيانات حكومية إلى أن 55% من الأسر المستأجرة في القاهرة الكبرى والإسكندرية كانت تخضع لنظام الإيجار القديم، مع إيجارات رمزية بلغت بعضها دولاراً واحداً شهرياً.

وبحسب التقديرات، فإن نحو 1.64 مليون وحدة سكنية و1.4 مليون وحدة غير سكنية ستتأثر بالتعديلات الجديدة، التي بدأ تنفيذها في أغسطس الماضي.

وفي الأحياء الشعبية والقاهرة الكبرى، يشكو السكان بالفعل من زيادات تجاوزت 200% في قيمة الإيجارات خلال السنوات الأخيرة، فيما يرى مراقبون أن تدفق اللاجئين من دول مجاورة مثل السودان ساهم في تفاقم الأزمة.

مصر.. أب يقتل أبناءه الثلاثة وزوجته ثم ينهي حياته تحت عجلات القطار

اقرأ المزيد