27 أبريل 2025

وزارة الصحة التونسية أطلقت هذا الأسبوع حملة وطنية لتطعيم الفتيات ضد فيروس الورم الحليمي البشري، المسبب الرئيسي لسرطان عنق الرحم، مستهدفة الفتيات من سن 12 عاماً.

ولكن الحملة قوبلت بتردد واسع وانتقادات من شرائح من المواطنين، وسط تصاعد الجدل بشأن سلامة اللقاح وأثره المحتمل على الخصوبة.

ورغم تأكيد وزارة الصحة أن اللقاح آمن ومعتمد من منظمة الصحة العالمية، وأنه لا يؤثر على البلوغ أو الإنجاب، فإن حملة مضادة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تراوحت بين التشكيك في نجاعة التلقيح والتحذير من مخاطره الصحية المحتملة.

واللافت أن بعض الأطباء شاركوا في الحملة المعارضة، معتبرين أن تلقيح الفتيات بهذا النوع من اللقاحات قد يحولهن إلى “فئران تجارب” لشركات الأدوية العالمية، فيما أعرب عدد من أولياء الأمور عن رفضهم الصريح لتطعيم بناتهم، مشددين على ضرورة احترام حرية القرار وعدم فرض اللقاح.

وعبّرت فاطمة الزهراء، وهي أم لتوأمين في عمر الثانية عشرة، عن موقفها بالقول: “لن أخاطر بصحة بناتي، هذا اللقاح تم منعه في وقت سابق وأظهرت بعض الدراسات أن له تأثيرات خطيرة”.

وأوضحت أنها فقدت الثقة في التلقيحات، خاصة بعد تجربة لقاح فيروس كورونا وما تبعها من آثار جانبية في بعض الحالات.

وفي المقابل، شددت وزارة الصحة في بيان رسمي على أهمية الحملة في الوقاية من سرطان عنق الرحم، الذي يعد ثاني أكثر الأورام السرطانية انتشاراً بين النساء في تونس بعد سرطان الثدي، حيث تُسجّل سنوياً ما بين 300 و400 حالة جديدة.

وأكدت الوزارة أن اللقاح يُقدم مجاناً داخل المؤسسات التربوية وخارجها، ضمن خطة تستهدف تلقيح نحو 100 ألف فتاة في العام الجاري.

ووصفت الطبيبة المختصة في أمراض النساء والتوليد، آمنة علية، الحملة المعارضة بأنها “مبنية على معلومات مغلوطة لا تستند إلى أي أساس علمي”، مشيرة إلى أن اللقاح معتمد في دول متقدمة عديدة وتم تقييمه من قبل لجان علمية محلية ودولية، فضلاً عن مصادقة منظمة الصحة العالمية عليه، مؤكدة أن هذا التلقيح لا يسبب أي آثار سلبية خطيرة، ولا يؤدي إلى العقم كما يشاع.

وبدورها، أوضحت طبيبة الأطفال والناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، نرجس بن فرج، أن اللقاح ليس جديداً، بل موجود منذ نحو 19 عاماً، وكان متوفراً في الصيدليات التونسية بسعر مرتفع، قبل أن تعمل الدولة على جعله مجانياً ومتاحاً للجميع، كجزء من الجهود الوطنية لمكافحة الأورام الفيروسية.

ورغم التطمينات الصادرة عن الجهات الرسمية والخبراء، ما زالت الحملة تواجه صعوبات في إقناع بعض المواطنين، وسط دعوات من منظمات المجتمع المدني إلى تكثيف التوعية، وتقديم المعلومات الطبية الموثوقة بلغة بسيطة، من أجل تعزيز الثقة في المنظومة الصحية.

اقرأ المزيد