05 ديسمبر 2025

تجدد النقاش في تونس حول قواعد اللباس للطلبة بعد قرار بعض الجامعات منع الملابس غير اللائقة، حيث رأى البعض أن هذا ضروري لخلق بيئة تعليمية محترمة، بينما اعتبر آخرون أنه تقيد للحريات الفردية، فيما تواصلت الانتقادات بشأن جودة التعليم والبحث العلمي في البلاد.

أثار قرار عدد من الجامعات التونسية، بما فيها كلية الحقوق والعلوم السياسية وكلية العلوم الاقتصادية والتصرف، بحظر الملابس التي تعتبرها “غير لائقة” داخل الحرم الجامعي، جدلاً واسعاً بين مؤيد ومعارض.

وينص القرار على منع ارتداء السراويل الممزقة والتنانير القصيرة والمبالغة في استخدام مواد التجميل، مع التأكيد على ضرورة الظهور بـ”هندام لائق” يحافظ على هيبة المؤسسة التعليمية.

وانقسم الرأي العام بين مؤيدين يرون في القرار خطوة ضرورية لخلق بيئة تعليمية محترمة، ومعارضين يعتبرونه انتهاكاً للحريات الفردية ووصاية على أجساد الطلاب.

واشتكى طلاب من بدء تطبيق القرار بشكل صارم، حيث أفادوا بتعطل الدروس بسبب قيام إدارة الجامعة بجولات تفقدية وطرد الطلاب ذوي المظهر “غير اللائق”، حتى عندما تكون ملابسهم محتشمة وفق المعايير الاجتماعية.

ووصف المحامي منير بن صالحة القرار بأنه “إرساء لثقافة الوصاية على الأجساد”، معتبراً أن الأولوية يجب أن تكون للبحث العلمي وتطوير المناهج وجودة التكوين بدلاً من التركيز على المظهر الخارجي.

وفي المقابل، دافعت الصحفية سناء الماجري عن القرار معتبرة أن الجامعات “منارات للعلم وليست منصات لعرض الأزياء”، وأن بعض الملابس “تكشف أكثر مما تستر”.

ويأتي هذا الجدل في وقت تواجه فيه الجامعات التونسية انتقادات حادة حول تراجع جودة التعليم والبحث العلمي، وضعف البنية التحتية، وارتفاع معدلات البطالة بين الخريجين، مما يطرح تساؤلات حول أولويات الإصلاح في القطاع التعليمي.

هذا النقاش يعكس التوتر القائم بين قيم المحافظة والتحرر في المجتمع التونسي، وبين دور الجامعة كحاضنة للفكر الحر وكمؤسسة تحافظ على التقاليد الأكاديمية.

تونس.. إيداع ستة أشخاص السجن بينهم مستشار سابق بوزارة العدل

اقرأ المزيد