05 ديسمبر 2025

أثارت تعديلات قانون الإجراءات الجزائية في الجزائر جدلاً واسعاً، خاصة المادة 94 التي تسمح للمواطنين بالقبض على الجناة أثناء التلبس، واعتبرت أنها تتطلب وعياً مجتمعياً وتسهيلات قانونية لضمان تطبيق فعال.

يتصاعد الجدل في الأوساط القانونية والمجتمعية الجزائرية حول المادة 94 من قانون الإجراءات الجزائية الجديد، التي تمنح المواطنين صلاحية القبض على المجرمين المتلبسين بالجريمة وتسليمهم للسلطات الأمنية.

أعادت سلسلة من الجرائم التي هزت الرأي العام، منها اعتداءان مسلحان في ولاية أم البواقي وبلدية عين البنيان، النقاش إلى الواجهة حول دور المواطن في مساندة الأمن العام، خاصة بعد توثيق حوادث امتنع فيها المارة عن التدخل خوفاً من التداعيات القانونية أو الانتقامية.

وصادق المجلس الشعبي الوطني على القانون الجديد في مايو الماضي، ليحل محل التشريع القديم الذي يعود إلى عام 1966.

ويأتي هذا التعديل في إطار مسار إصلاح منظومة العدالة الذي تشهده الجزائر، حيث يوسع صلاحيات النيابة العامة ويعزز دور المحامين في جميع مراحل الدعوى العمومية.

وعبرت المحامية فتيحة رويبي عن تأييدها للنص مع التشديد على ضرورة “التقيد الحرفي بالإجراءات وعدم تجاوز الحدود المسموح بها”، مشيرة إلى أن دور المواطن يقتصر على الإمساك بالمجرم وتسليمه فوراً للشرطة دون احتجاز أو استخدام مفرط للقوة.

من جانبه، أعرب الخبير الاجتماعي عبد الحفيظ صندوقي عن قلقه من “عدم جاهزية المجتمع لتطبيق هذه الصلاحيات”، داعياً إلى “حملات توعية موسعة وتدريبات عملية للمواطنين قبل تفعيل هذه الآلية”.

ويشمل القانون الجديد حزمة من الإجراءات التي تهدف إلى تعزيز الأمن ومكافحة الجريمة، منها:
– تمكين النيابة العامة من نشر هوية المتهمين في قضايا المخدرات والجريمة المنظمة.
– التحقيق في مصادر أموال المشتبه بهم محلياً ودولياً.
– تعزيز الضمانات القانونية للمتقاضين وحماية حقوق الدفاع.

وأكد وزير العدل حافظ الأختام لطفي بوجمعة أن التشريع الجديد “يحقق توازناً بين متطلبات مكافحة الجريمة وضرورة حماية الحريات الفردية”، معتبراً أنه “يمثل نقلة نوعية في مسيرة إصلاح القضاء الجزائري”.

يظل تطبيق هذه المواد رهيناً بوعي المجتمع ودرجة استيعابه لحدود صلاحياته، في وقت تشهد فيه الجزائر تحولات قانونية تهدف إلى مواكبة المتغيرات الاجتماعية والأمنية.

جزائري يقتل أبناءه الأربعة ويرمي جثثهم في الصرف الصحي

اقرأ المزيد