05 ديسمبر 2025

قانون الإجراءات الجزائية في الجزائر أثار جدلاً واسعاً بعد تجدد النقاش حول المادة 94 ، التي تخوّل للمواطنين ضبط الجناة في حالة التلبس بجناية أو جنحة معاقب عليها بالحبس، واقتيادهم مباشرة إلى أقرب ضابط شرطة قضائية.

وعاد النقاش بقوة عقب سلسلة جرائم وثّقتها كاميرات المراقبة أو الهواتف، منها حادثة سرقة كهل تحت التهديد بالسلاح في ولاية أم البواقي، والاعتداء على امرأتين في سيارتهما ببلدية عين البنيان بالعاصمة. ورغم وجود شهود، فإن معظمهم لم يتدخل، إما خوفاً من الجناة أو خشية التورط قضائياً.

وأوضحت المحامية والمستشارة القانونية فتيحة رويبي أن المادة ليست مستحدثة، بل تعود إلى الأمر الصادر عام 1966، مؤكدة أن المشرع أراد منذ عقود إشراك المواطن في حماية النظام العام، موضحة أن النقاش تجدد مع تزايد حوادث الاعتداء التي صدمت الرأي العام، على غرار واقعة الاعتداء على امرأة منقبة في سطيف.

وبحسب رويبي، فإن تطبيق المادة يحصر دور المواطن في الإمساك بالمجرم أثناء التلبس وتسليمه فوراً للشرطة، محذّرة من أي استعمال مفرط للقوة أو احتجاز طويل قد يعرّض المواطن نفسه للمساءلة، ورأت أن النص يمكن أن يشكّل أداة ردع فعالة إذا طُبق كما أراده المشرع، لأنه يوازن بين حماية المجتمع واحترام حقوق الأفراد.

وفي المقابل، اعتبر الخبير الاجتماعي عبد الحفيظ صندوقي أن المادة تحمل مخاطر عملية، مشيراً إلى أن المجتمع يفتقر للوعي الكافي بحدودها القانونية، وشدد على ضرورة تهيئة مجتمعية وثقافية وقانونية طويلة الأمد قبل تطبيقها بفعالية، إضافة إلى وضع ضمانات لحماية المتدخلين من أي انتقام محتمل.

الجزائر تشهد جدلاً حول قيود اللباس في المستشفيات الحكومية

اقرأ المزيد