25 مارس 2025

حملات الختان الجماعي للأطفال، التي تنظمها الجمعيات الخيرية في الجزائر خلال أواخر شهر رمضان، تثير جدلاً واسعاً بين وزارة الصحة والمختصين في المجال الطبي.

وتقوم العديد من الجمعيات الخيرية في الجزائر بتنظيم عمليات ختان جماعي، تستهدف الأطفال اليتامى وأبناء الأسر محدودة الدخل، حيث تدعو المحسنين للمساهمة في تمويلها، خاصة مع ارتباط هذه العادة بالمناسبات الدينية والاجتماعية.

ويصل عدد الأطفال الذين يخضعون للختان في ليلة واحدة إلى المئات، مما دفع المختصين للتحذير من مخاطر محتملة قد تهدد صحة الأطفال.

وفي هذا السياق، أصدرت وزارة الصحة الجزائرية بياناً شددت فيه على ضرورة إجراء عمليات الختان داخل المستشفيات العمومية أو العيادات الخاصة المعتمدة، بإشراف أطباء مختصين في الجراحة، وإجراء الفحوصات والتحاليل الطبية قبل العملية لضمان جاهزية الطفل.

كما منعت الوزارة إجراء عمليات الختان خارج المؤسسات الصحية، وأوصت بعدم حصرها في ليلة السابع والعشرين من رمضان، لتخفيف الضغط على الفرق الطبية.

ومن جانبه، أوضح الدكتور محمد كواش، المختص في الصحة العمومية، أن العادات الاجتماعية تدفع الكثير من الجزائريين إلى اختيار شهر رمضان لإجراء عمليات الختان، سواء في المستشفيات أو الجمعيات الخيرية.

وشدد على أن العملية تظل تدخلاً جراحياً يتطلب التزاماً طبياً صارماً، خاصة مع تزايد عدد الحالات في فترة قصيرة، مما قد يؤدي إلى أخطاء طبية بسبب الضغط الكبير على الأطباء المشرفين.

وأشار كواش إلى أن بعض الجمعيات لا تلتزم بالشروط الطبية اللازمة، حيث يُجرى الختان أحياناً من قبل ممرضين أو أطباء عامين بدلاً من الجراحين المختصين، مشدداً على ضرورة أن يكون مكان العملية مجهزاً للتعامل مع أي مضاعفات محتملة، مثل النزيف أو تأثيرات التخدير.

وأضاف أنه من الضروري إخضاع الأطفال للفحص الطبي قبل الختان، للكشف عن أمراض قد تشكل خطراً أثناء العملية، مثل فقر الدم أو اضطرابات تخثر الدم كمرض الهيموفيليا.

كما أكد على أهمية التحضير النفسي للأطفال فوق سن السنتين، والالتزام بالرعاية الطبية بعد العملية لضمان التعافي السليم.

ويطرح الجدل حول عمليات الختان الجماعي في الجزائر تساؤلات حول مدى الالتزام بالإجراءات الصحية، وأهمية تنظيمها داخل منشآت طبية معتمدة، حفاظاً على سلامة الأطفال، وتجنباً لتحويل مناسبة سعيدة إلى كارثة صحية.

اقرأ المزيد