شهدت الجزائر موجة استنكار خلال الأيام الماضية بعد انتشار مقاطع فيديو تظهر صيادين وهم يُتلفون كميات كبيرة من الأسماك، وذلك بعد انهيار حاد في أسعار السوق بسبب رفض السماسرة للأسعار الجديدة.
وقوبلت مشاهد تلف الأسماك المتنوعة، بردود أفعال غاضبة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اتُهم الصيادون بإهدار موارد البلاد بدلاً من بيعها بأسعار مخفضة.
ووصف بعض الجزائريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي الأمر بأنه “قمة الجهل”، فيما تساءل آخرون عن سبب اتخاذ الصيادين لهذا السلوك على الرغم من إمكانية بيع الكميات المتاحة بأسعار منخفضة.
في سياق متصل، طالب العديد بفتح تحقيق لمحاسبة المسؤولين عن هذه التصرفات “غير المسؤولة”، مؤكدين أن البحر ملك لجميع الجزائريين وأن السمك هو قوت الشعب.
من جانبه، قدّم، الممثل عن الصيادين، نبيل حلوي في ولاية تيبازة، تفسيرات لهذا السلوك مؤكدا أن الأسعار ظلت غير مستقرة لسنوات بسبب عوامل متعددة، منها استخدام المتفجرات في الصيد وصيد الأسماك في فترات الراحة البيولوجية، ما يؤثر سلبا على المخزون السمكي ويعقّد من العمليات التسويقية.
وأوضح حلوي أن ارتفاع الأسعار أو انخفاضها لا يخدم لا الصيادين ولا المستهلكين، مشيرا إلى أن السماسرة هم من يتلاعبون بالأسعار للحفاظ على أرباحهم، وبالتالي يفضلون إتلاف الأسماك بدلا من بيعها بأسعار منخفضة.
وشهد قطاع الصيد البحري في الجزائر تطورا ملحوظا، حيث بلغ إنتاج الأسماك حوالي 120,000 طن في عام 2021، مع توسع في الاستزراع السمكي الذي يسعى للوصول إلى 100,000 طن بحلول عام 2025.
كما يعمل في قطاع الصيد حوالي 50,000 شخص، وتملك الجزائر أكثر من 4,500 قارب صيد، ورغم ذلك، يبقى استهلاك الأسماك منخفضا بمتوسط 3.5 كغم للفرد سنويا.
وتستهدف الحكومة الجزائرية رفع الإنتاج إلى 200,000 طن سنويا بحلول عام 2030، مع تحسين البنية التحتية وحماية الموارد البحرية.
جريمة مزدوجة تهز الجزائر.. أب يقتل ابنتيه بعد خروجه من السجن