الحكومة الإثيوبية ترفض اتهامات مصر حول تأثير سد النهضة على فيضانات السودان، معتبرة تصريحات القاهرة “تشهيرية ومليئة بالمغالطات” ومؤكدة أن للسد لا علاقة بالأوضاع الراهنة في السودان.
وقالت وزارة المياه والطاقة الإثيوبية، في بيان رسمي، إن البيان المصري الأخير حول سد النهضة تضمّن “مغالطات وتناقضات وتشوهات”، منتقدة ما وصفته بـ”النبرة الوصائية” المصرية وافتراض حقها في التحدث باسم جيرانها.
وكانت وزارة الري المصرية قد أصدرت بياناً، أمس الجمعة، حملت فيه سد النهضة مسؤولية الفيضانات التي تضرب السودان حالياً.
لكن أديس أبابا أكدت أن “سبب الفيضانات التي شهدها السودان يعود أساساً إلى زيادة تدفق المياه من النيل الأبيض، وهو رافد لا علاقة له بإثيوبيا أو بسد النهضة”.
وأشار البيان إلى أن تصريحات السلطات السودانية نفسها تتناقض مع المزاعم المصرية، موضحاً أن الخرطوم عزت الزيادة في منسوب المياه إلى “تغير أنماط الأمطار المرتبطة بالتغير المناخي”، إضافة إلى الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية السودانية خلال النزاع، ما ساهم في تفاقم الأزمة.
وكان وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي قد صرح، قبل لقائه رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان في بورتسودان، بأن “عدم التنسيق في تشغيل السد أدى إلى فيضانات عارمة في السودان خلال الفترة الأخيرة”، مؤكداً أن التحركات الأحادية الإثيوبية تمثل “خرقاً للقانون الدولي”.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الخلافات بين مصر والسودان من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى، بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، الذي بدأ بناؤه عام 2011.
وتطالب القاهرة والخرطوم بالتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم قبل أي عمليات إضافية للملء أو التشغيل، بينما تؤكد أديس أبابا أنها لا تنوي الإضرار بمصالح أي طرف، وترى أن توقيع اتفاق ثلاثي ليس ضرورياً.
وكانت المفاوضات قد توقفت لنحو ثلاث سنوات، قبل استئنافها في عام 2023، لكنها جُمدت مجدداً في 2024 دون إحراز تقدم ملموس.
توقيع اتفاق بين السودان وجنوب السودان لاستئناف ضخ النفط
