حذف الأزهر الشريف بياناً أدان فيه المجاعة في غزة، مما أثار جدلاً واسعاً، وبرر الأزهر الحذف بعدم التأثير على مفاوضات وقف إطلاق النار، مؤكداً أن القرار جاء “بمسؤولية” لتفادي استغلاله سياسياً.
في تطور أثار تساؤلات عديدة، قام الأزهر الشريف بحذف بيان كان قد نشره على منصاته الرسمية يدين فيه المجاعة المتعمدة في قطاع غزة، مما أطلق موجة من الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد برر الأزهر هذا القرار بالرغبة في عدم التأثير على المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار.
وكان البيان المحذوف قد وجه نداءً عالمياً عاجلاً لإنقاذ أهالي غزة من “المجاعة القاتلة”، واصفاً سياسة التجويع الإسرائيلية بأنها “جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان”. كما أكد البيان على رفض أي محاولات لتهجير سكان القطاع من أراضيهم.
وأصدر المركز الإعلامي للأزهر توضيحاً على منصة “إكس” (تويتر سابقاً) ذكر فيه أن الحذف جاء “انطلاقاً من المسؤولية أمام الله” وحرصاً على عدم إعطاء أي ذريعة قد تستغلها إسرائيل للتراجع عن المفاوضات.
وأكد البيان أن القرار اتُخذ “بكل شجاعة ومسؤولية” بعد إدراك أن النص قد يؤثر سلباً على المحادثات الجارية لوقف إطلاق النار.
وكشف مصدر مطلع لـ”الشرق الأوسط” أن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب تلقى نصيحة بحذف البيان خشية أن يتم استغلاله في المفاوضات.
وأشار المصدر إلى أن هناك محاولات أولية كانت قد بذلت لتعديل صياغة البيان قبل الاتفاق على حذفه بالكامل، نقلاً عن قول الشيخ الطيب: “لو أن حذفه سيدخل جوال طحين واحد لغزة فسأحذفه”.
وتأتي هذه التطورات في وقت تجري فيه مفاوضات مكثفة بوساطة مصرية-قطرية-أمريكية لوقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يوماً، تشمل إدخال المساعدات الإنسانية.
ويبدو أن الأزهر قد فضّل اعتبارات المصلحة العليا للشعب الفلسطيني وحقن الدماء على الإبقاء على بيان قد يعيق هذه المساعي.
هذا الحذف غير المسبوق لبيان رسمي من مؤسسة إسلامية مرموقة مثل الأزهر يسلط الضوء على الحساسية السياسية البالغة المحيطة بملف غزة، والتوازنات الدقيقة التي تحاول الأطراف المختلفة الحفاظ عليها في هذه المرحلة الحرجة من المفاوضات.
مصر.. نقابة الممثلين تدافع عن وفاء عامر في قضية شيكا
