05 ديسمبر 2025

حسمت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا، هانا تيتيه، مصير خريطة الطريق التي تعمل عليها بعثتها لإخراج ليبيا من حالة الجمود السياسي.

وأعلنت تيتيه أنها ستعرض الخطة على مجلس الأمن الدولي خلال إحاطتها المقبلة في أغسطس المقبل، في محاولة جديدة لدفع العملية السياسية المتعثرة نحو إجراء الانتخابات.

وأكدت تيتيه، التي أجرت خلال الأيام الماضية مشاورات موسعة مع أطياف ليبية من الداخل والخارج، أنها رصدت مشاعر إحباط واسعة لدى الليبيين، مشيرة إلى أن البعثة تفكر في إمكانية “فرض عقوبات فردية أو اتخاذ تدابير أخرى لضمان المساءلة”، في إشارة إلى الأطراف التي تعرقل المسار السياسي.

وخلال جلسات تشاورية عقدتها تيتيه مع مواطنين ليبيين في الداخل والخارج، بمن فيهم طلاب جامعات وممثلون عن النقابات والنساء والشباب والمكونات الثقافية، أكدت المبعوثة الأممية أن البعثة جمعت آراء أكثر من 12.500 شخص من جميع أنحاء البلاد.

وقالت تيتيه: “ليس من المستغرب أن تكون هناك آراء مختلفة بين الناس في المناطق التي زرناها، لكننا سنحاول تجميع هذه الآراء في تصور يحظى بأكبر قدر ممكن من القبول للمضي قدماً”.

وشددت على أهمية بناء الثقة والشفافية مع الليبيين، موضحة أن العملية السياسية يجب أن تكون بقيادة ليبية وتحظى بدعم شعبي واسع، مضيفة: “لا يمكننا محو الماضي، لكن يمكننا معاً بناء مستقبل أفضل”.

وأبدت تيتيه تفهّمها لما وصفته بـ”الشكوك التي يشعر بها الليبيون تجاه العملية السياسية”، مشيرة إلى أن “تجارب سابقة لم تكتمل”، ما يدفعهم للريبة في إمكانية تحقيق تقدم حقيقي هذه المرة.

وأضافت أن “القضية هي كيف نعمل بفعالية مع المؤسسات الليبية لضمان تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه”، مبرزة ضرورة تعزيز الإطار القانوني للانتخابات وبناء قدرات المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، باعتبارها من العوامل الحاسمة لإنجاح الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.

وشددت تيتيه على أهمية توفير بيئة أمنية مناسبة تُتيح إجراء انتخابات نزيهة، مشيرة إلى أن البعثة تناقش حالياً مع قادة محليين في المدن التي تأجّلت فيها انتخابات المجالس البلدية، لإزالة العوائق أمام تنظيمها.

وأشارت البعثة إلى أن المشاركين في المشاورات أعربوا عن “فقدانهم الثقة في جميع الأجسام القائمة”، وأكدوا رغبتهم في إنهاء المراحل الانتقالية التي طال أمدها، كما شارك 57 شاباً وشابة من مختلف الجامعات الليبية في جلسة عبر الإنترنت، دعوا خلالها إلى إجراء انتخابات شاملة وعاجلة لضمان الاستقرار والشرعية.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، التقت تيتيه، مساء الخميس، بسفير ألمانيا في طرابلس، رالف طراف، حيث ناقشا التطورات السياسية والأمنية في ليبيا، وأكدا أهمية الحفاظ على الاستقرار في العاصمة، وتعزيز آليات التنسيق الدولي بناءً على نتائج اجتماع لجنة المتابعة الدولية في برلين الشهر الماضي، كما ناقشا الاستعدادات لعقد خلوة للرؤساء المشاركين قبل نهاية يوليو الحالي.

وفي سياق موازٍ، عاد الجدل حول الصلاحيات القانونية بين مؤسسات الدولة، بعدما أعلن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح أن “المراسيم” الصادرة عن المجلس الرئاسي “منعدمة”، باعتبار أن وجود البرلمان يمنع إصدار مثل تلك المراسيم.

واعتبر صالح أن “الإعلان الدستوري لا يمنح أحداً حق إصدار مراسيم بقوانين”، وأن “مجلس النواب هو الجهة التشريعية الوحيدة”، منتقداً ما وصفه بعدم وجود إجماع داخل المجلس الرئاسي على إصدار هذه المراسيم.

وكان المجلس الرئاسي قد أصدر في أبريل الماضي مرسوماً بوقف العمل بقانون المحكمة الدستورية الذي أقره البرلمان، إلى جانب مراسيم أخرى حول الاستفتاء والمصالحة الوطنية، الأمر الذي أثار توتراً بين السلطات في شرق وغرب البلاد.

الحصادي: إعادة إعمار درنة تتقدم بوتيرة متسارعة رغم التحديات السياسية والاقتصادية

اقرأ المزيد