تونس تعلن مغادرة 4500 مهاجر غير نظامي من إفريقيا جنوب الصحراء طوعاً منذ مطلع 2025، ضمن جهود لمعالجة الهجرة غير النظامية وتفكيك شبكات التسلل والإيواء.
وقال حسام الدين الجبابلي، الناطق باسم الإدارة العامة للحرس التونسي، في تصريحات صحفية، إن أعداد المهاجرين غير النظاميين شهدت تراجعاً ملحوظاً في عدد من المدن التونسية، نتيجة الإجراءات الأمنية المتخذة، لا سيما تلك المرتبطة بإحباط محاولات العبور بحراً إلى السواحل الأوروبية، خاصة نحو إيطاليا.
وأوضح الجبابلي أن “عملية إزالة مخيمات المهاجرين غير النظاميين بصفاقس لا تزال متواصلة”، مشيراً إلى أنه يتم نقل المهاجرين بعد تفكيك المخيمات إلى مراكز تابعة للمنظمة الدولية للهجرة، سواء في صفاقس أو بمنطقة الحزق (جنوب البلاد) أو إلى العاصمة تونس، حيث يتم تنظيم رحلات لإعادتهم إلى بلدانهم الأصلية عبر مطاري صفاقس وتونس قرطاج الدولي.
وأضاف أن بعض المهاجرين يلتحقون لاحقاً بمخيمات عشوائية أخرى، لم يُحدّد موقعها، مؤكداً في الوقت نفسه أنه “لن يُسمح بالعودة إلى المخيمات التي سبق إزالتها”، في تأكيد على تشديد الإجراءات للحد من إعادة انتشار هذه التجمعات.
وكانت السلطات التونسية قد أطلقت، مطلع أبريل الماضي، حملة موسعة لإخلاء المخيمات العشوائية التي كانت تضم آلاف المهاجرين غير النظاميين في محافظة صفاقس، التي تعتبر أحد أبرز مراكز انطلاق الهجرة غير النظامية نحو الضفة الشمالية للمتوسط.
وفي سياق متصل، كان الرئيس التونسي قيس سعيّد قد دعا، في مارس الماضي، المنظمات الدولية إلى دعم جهود تونس في إعادة المهاجرين إلى بلدانهم، والتعاون في تفكيك شبكات الاتجار بالبشر التي تستغل الأوضاع الإنسانية لهؤلاء المهاجرين، كما أكد على ضرورة التزام المجتمع الدولي بمسؤولياته في هذا الملف المعقّد.
وكانت وزارة الخارجية التونسية قد أعلنت، في يناير من العام الجاري، عن إعادة 7250 مهاجراً غير نظامي طوعياً خلال عام 2024، بالتعاون مع المنظمات الدولية، وعلى رأسها المنظمة الدولية للهجرة.
وتواجه تونس ضغوطاً متزايدة من دول الاتحاد الأوروبي للحد من تدفقات الهجرة، في وقت تسعى فيه السلطات إلى الموازنة بين المتطلبات الأمنية، والمعايير الإنسانية، والتزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان، وسط جدل داخلي ودولي مستمر حول ظروف الإيواء، وخيارات العودة الطوعية، والمقاربات المعتمدة لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية.
تقرير أوروبي يحذر من تداعيات إهمال الصراع المغربي-الجزائري على المصالح الأوروبية
