تعمل وزارة الصناعة والطاقة والمناجم التونسية على استكمال مشروع الربط الكهربائي البحري بين تونس وإيطاليا بحلول عام 2028، والذي يهدف لربط نظامي الكهرباء في أوروبا وشمال إفريقيا.
وكشف مسؤول حكومي تونسي أن المشروع يمتد بطول 200 كيلومتر، وتبلغ استثماراته أكثر من 700 مليون يورو، تتحملها تونس وإيطاليا مناصفة.
وأوضح المسؤول أن قدرات المشروع ستصل إلى 600 ميغاواط، وسيعمل على توفير دعم تبادلي عبر الشبكة الكهربائية المشتركة، مما يساهم في تأمين إمدادات طاقة أكثر أماناً واستدامة، لا سيما من خلال زيادة تبادل الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة.
وأشار المسؤول إلى أن تونس ترتبط بخط كهربائي مشترك مع الجزائر، يتيح دعماً للشبكة الكهربائية بقدرات تتراوح بين 400 و600 ميغاواط خلال أوقات الذروة في الصيف.
وفي هذا السياق، أضاف أن هناك دراسة لإنشاء خط ربط كهربائي ثلاثي بين تونس، الجزائر، وليبيا، يهدف إلى تبادل 1500 ميغاواط من الكهرباء بين الجزائر وليبيا عبر تونس، مع توقعات بتنفيذ هذا المشروع بحلول عام 2030.
وفيما يتعلق بمزيج الطاقة في تونس، أشار المسؤول إلى أن مشروعات الطاقة المتجددة تستحوذ حالياً على نحو 10% من إنتاج الكهرباء في البلاد، بينما يتم توليد 90% من الكهرباء باستخدام الوقود الأحفوري، وبخاصة الغاز الطبيعي.
وأضاف أن تونس تخطط لرفع نسبة الطاقة المتجددة في مزيجها الطاقي إلى 20% بحلول عام 2027، و35% بحلول 2030، وهو ما يتماشى مع توجه الدولة لتعزيز الاستثمارات في مشروعات الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
وكشف المسؤول أن استهلاك تونس من الكهرباء يصل إلى نحو 5000 ميغاواط في أوقات الذروة، وتعمل الحكومة التونسية على تلبية احتياجات السوق المحلية من خلال تنويع مصادر الطاقة.
وأوضح المسؤول أن تونس تعتمد بنسبة 60% من استهلاكها للغاز الطبيعي على التعاقدات الخارجية، وبخاصة من الجزائر، حيث تستهلك محطات توليد الكهرباء حوالي 70% من إجمالي الغاز المستورد، وتهدف الحكومة إلى تقليل تكلفة دعم الطاقة وتنمية الاقتصاد الأخضر من خلال مشاريع الطاقات المتجددة.
وكانت الحكومة التونسية قد أصدرت في يوليو الماضي ترخيصاً لإنجاز واستغلال خط كهربائي بطول 106 كيلومترات داخل الأراضي التونسية، منها 100 كيلومتر بحري، وذلك كجزء من مشروع الربط الكهربائي (الماد) بين تونس وإيطاليا، وبموجب هذا الترخيص، ستحصل الجهات المعنية بالمشروع من الجانب التونسي على الصلاحيات اللازمة للمرور عبر العقارات والأراضي التي يعبر منها الخط.
ويهدف مشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطاليا إلى تأمين إمدادات الطاقة للاتحاد الأوروبي، مما قد يجعل تونس في المستقبل المزود الرئيسي للطاقة النظيفة لأوروبا.
البرلمان العربي يرحب بنتائج اجتماع القادة الليبيين في القاهرة