يستعد نشطاء دوليون لإطلاق أسطول إغاثي جديد أكبر حجماً نحو غزة بعد تقييم تجربة “أسطول الصمود” السابقة، وتشمل المبادرة أيضاً قافلة برية عالمية وملاحقات قضائية ضد إسرائيل، ويؤكد الناشطون أن الاعتقالات والانتهاكات السابقة زادتهم إصراراً على مواصلة كسر الحصار وتقديم المساعدات.
يعمل نشطاء حقوقيون وإنسانيون من تونس ودول أخرى على إطلاق مبادرة دولية جديدة تشمل أسطولاً بحرياً إغاثياً “أضخم حجماً” باتجاه قطاع غزة، إلى جانب قافلة برية عالمية، وذلك في إطار مساعيهم المستمرة لكسر الحصار عن القطاع.
جاء ذلك خلال سلسلة من الاجتماعات التقييمية والتخطيطية عُقدت في تونس وتركيا مؤخراً، حيث تم تقييم تجربة “أسطول الصمود” السابقة التي انطلقت من برشلونة أواسط عام 2025 واعترضتها البحرية الإسرائيلية قبل وصولها إلى غزة.
كشف نبيل الشنوفي، عضو الهيئة التسييرية لأسطول الصمود المغاربي عن تشكيل ثماني لجان متخصصة تعمل على الإعداد للأسطول الجديد، مشيراً إلى أن “هناك أسطولاً قادماً في الأشهر القليلة المقبلة بطريقة مختلفة، وسيكون أضخم عدداً من حيث السفن وطريقة الإبحار”.
وأوضح الشنوفي أن التخطيط للأسطول الجديد يأتي بعد تقييم شامل لـ”إخفاقات لوجستية وتنظيمية” في التجربة السابقة، من بينها “ضعف التوازن بين مشاركي شمال الكرة الأرضية وجنوبها، إضافة إلى أخطاء لوجستية كبرى”.
وأشار إلى تحوّل في الاستراتيجية سيجعل من تونس “منطقة عبور” وليس “منطقة تجمع” كما كان في السابق، نظراً للعبء السياسي واللوجستي الكبير الذي تحمّلته تونس في الجولة الماضية.
ولفت إلى أن “دولاً مثل الجزائر قادرة على تحمل جزء مهم من المسؤولية على المستوى المغاربي”، معرباً عن توقعات إيجابية بشأن قبول جزائري باستقبال الأسطول الجديد.
كما كشف عن مناقشات جارية لاستغلال موانئ ليبية في الخطة، وإشراك موريتانيا رغم عدم امتلاكها موانئ على المتوسط.
وفي سياق متصل، أكد الشنوفي أن العمل جارٍ على تنظيم قافلة برية إغاثية “لن تكون مغاربية فقط، بل عالمية”، ومن المقرر أن تنطلق من موريتانيا مروراً بليبيا ومصر وصولاً إلى معبر رفح، بهدف الضغط لتسهيل إدخال المساعدات.
من جانبه، أكد المصور الصحفي ياسين القايدي، الذي كان بين المشاركين في الأسطول السابق، أن “الجيش الإسرائيلي مارس علينا العديد من الانتهاكات بهدف إثنائنا عن تنظيم مبادرات مماثلة، ولكن ذلك لم يزدنا سوى ثباتاً وقوة عزيمة وإصراراً”.
وأضاف: “بعد ما حدث لنا من استهداف، لن نتأخر عن مساندة إخواننا في غزة وفي بذل كل ما بوسعنا من أجل كسر الحصار عنهم”.
وفي الإطار القانوني، أكد المحامي يوسف المحواشي، عضو الفريق القانوني لأسطول الصمود، أن “تحضيرات جارية لرفع دعاوى قضائية ضد الانتهاكات التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بحق نشطاء الأسطول”.
وأوضح المحواشي في تصريح لـ”سبوتنيك” أن “الهدف هو رفع الانتهاكات إلى محكمة الجنايات الدولية ضمن قسم الضحايا، لأن النشطاء يعتبرون ضحايا للاعتداءات التي حصلت في أعماق البحار الدولية، خارج أي سلطة إسرائيلية”.
يذكر أن المحكمة الجنائية الدولية كانت رفضت مطلع الشهر الجاري الاستئناف الذي تقدمت به إسرائيل لإلغاء مذكرتي الاعتقال الصادرتين بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها السابق يوآف غالانت.
مصر تقدم خطة شاملة لإعادة إعمار غزة دون تهجير السكان
