من مدينة نابل التونسية، انطلقت فعاليات الدورة السادسة من المهرجان الدولي لفيلم المرأة “بعيونهن”، الذي تحول إلى تظاهرة فنية وإنسانية تكرم إبداع المرأة وتضع فلسطين في قلب الحدث السينمائي.
وعلى امتداد خمسة أيام، من 11 إلى 15 أكتوبر الجاري، تتحول نابل إلى منصة مفتوحة للسينما النسوية، تلتقي فيها المخرجات والنّاقدات والجمهور تحت شعار الدورة: “إنا هنا باقيات، إنا هنا باقون”، في تأكيد على حضور المرأة وإصرارها على المقاومة بالصورة والكلمة.
وفي خطوة رمزية لافتة، أهدت إدارة المهرجان هذه الدورة إلى نساء غزة، تقديرا لصمودهن وسط الدمار، معتبرة أن السينما يمكن أن تكون سلاحا ناعما في وجه النسيان، وذاكرة تحفظ حكايات النساء اللواتي يصنعن الحياة رغم الألم.
وافتتحت العروض بالفيلم الوثائقي الفلسطيني القصير “غنينا قصيدة” للمخرجة آني سكاب، الذي يستعيد قصيدة خليل السكاكيني “نحن قوم أبيونا” كأغنية للثبات والكرامة، في تحية فنية لذاكرة فلسطين.
وتتنافس في المسابقة الرسمية خمسة عشر فيلما لمخرجات عربيات وعالميات، وتعرض في فضاءات متعددة داخل محافظة نابل، من دار الثقافة إلى الحمامات ومنزل تميم ودار الجولاني، وسط ورش تفكير ونقاشات حول قضايا المرأة في السينما ودورها في التغيير الاجتماعي.
وتقول منال السويسي، رئيسة المهرجان، إن هذه الدورة تحمل “موقفا إنسانيا قبل أن تكون حدثا فنيا”، مشيرة إلى أن اختيار فلسطين كان قرارا واعيا للتعبير عن التضامن مع النساء في غزة، اللواتي “يكتبن يوميات البقاء بإصرار لا ينكسر”.
وأضافت أن المهرجان يطمح إلى كسر المركزية الثقافية في العاصمة، بجعل نابل فضاءً للفعل السينمائي النسوي، مؤكدة أن “بعيونهن” يمنح المخرجات منصة ليقدمن رؤيتهن للعالم “من خلال صورتهن الخاصة، لا من خلال رواية الآخرين عنهن”.
ومن جانبه، اعتبر صابر بن رحومة، رئيس الجامعة التونسية لنوادي السينما، أن المهرجان يشكّل “مساحة للمقاومة الثقافية”، مضيفا أن شعار الدورة “إنا هنا باقيات، إنا هنا باقون” يعكس إصرار المبدعات على جعل السينما ذاكرة للمستقبل وصوتًا ضد الإبادة والنسيان.
وأكد أن الصورة السينمائية قادرة على أن تفتح نوافذ للأمل في وجه القسوة، وأن المهرجان يجسد إيمان الجامعة بأن الفن ليس ترفًا بل فعل وعي ومقاومة.
تونس.. ارتفاع الطلب الداخلي بنسبة 4.1%
