اهتزّت العاصمة التونسية، فجر اليوم الجمعة، على وقع جريمة قتل مروعة راح ضحيتها حفيد الوزير الأول الأسبق محمد صالح المزالي، في حادثة أثارت موجة واسعة من الغضب والحزن في الأوساط الشعبية والسياسية.
وذكرت مصادر أمنية أن الجريمة وقعت في منطقة العوينة شمال العاصمة تونس، حين نشب خلاف حاد بين الضحية وشاب آخر، سرعان ما تطوّر إلى اعتداء مباشر بسكين أودى بحياة الشاب على الفور، قبل أن يتمكن المهاجم من الفرار.
وأفاد قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية في تونس أنه تم فتح تحقيق عاجل لتحديد ملابسات الحادث ودوافعه، فيما تواصل الفرق الأمنية جهودها لتتبع المشتبه به وجمع الأدلة الجنائية من موقع الجريمة.
والضحية، وفق المعطيات الأولية، ينتمي إلى عائلة المناضل والسياسي الراحل محمد صالح المزالي، أحد أبرز الشخصيات التي تولت رئاسة الحكومة خلال فترة بناء الدولة الحديثة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ما أضفى على الجريمة طابعا رمزيا خاصا وأعاد إلى الأذهان النقاش حول تصاعد معدلات العنف في البلاد.
ويؤكد مقربون من العائلة أن الشاب القتيل كان يقيم في حي المنزه السادس، وتوجه مساء الخميس إلى العوينة لأسباب لا تزال قيد التحقيق، قبل أن تندلع مشادة كلامية تحولت في دقائق إلى جريمة مروّعة هزّت الرأي العام.
وتأتي هذه الحادثة ضمن سياق عام يشهد ارتفاعا لافتا في جرائم القتل العمد في تونس، سواء تلك الناتجة عن خلافات شخصية أو تصفية حسابات أو نزاعات أسرية.
ووفق بيانات غير رسمية، سجلت تونس خلال عام 2025 نحو 1.92 جريمة قتل عمد لكل 100 ألف نسمة، وهي زيادة عن العام السابق، ما يعكس اتساع ظاهرة العنف المجتمعي في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالبلاد.
كما أظهر مؤشر الجريمة العالمي “نامبيو” لعام 2024 أن تونس احتلت المرتبة العاشرة عربيا والـ53 عالميا بنسبة 47.6 جريمة لكل 100 ألف نسمة، في مؤشر على تضاعف معدلات الجرائم العنيفة خلال السنوات الخمس الأخيرة.
ويرى خبراء اجتماعيون أن تفاقم البطالة وتراجع الثقة في المؤسسات الأمنية والقضائية أسهما في تصاعد مظاهر العنف اليومي، محذرين من تحول هذه الظواهر إلى أزمة بنيوية تهدد السلم الاجتماعي ما لم تُتخذ إجراءات صارمة لإعادة الأمن وتعزيز الردع القانوني.
تونس.. مقام مؤسس الإمارة الشابية في القيروان يتعرض للتخريب والحرق
