استأنف الاتحاد العام التونسي للشغل تصعيده مع السلطات، محملاً إياها مسؤولية توقف الحوار حول زيادة أجور عمال القطاع الخاص، وأكد مصدر أنه قد يلجأ لإضرابات جديدة بسبب تفاقم الأوضاع الاجتماعية وارتفاع الأسعار.
تمزق الأزمة الاجتماعية في تونس أوصال الحوار بين الأطراف الاجتماعية، حيث يلوح الاتحاد العام التونسي للشغل بعهد جديد من التصعيد بعد أن وصلت المفاوضات حول زيادة أجور القطاع الخاص إلى طريق مسدود.
في بيانٍ مشحون بالتحذيرات، ألقى الاتحاد باللوم على عاتق الحكومة واتحاد أرباب العمل، متهماً إياهم بتعطيل المفاوضات التي كان من المفترض أن تخفف من معاناة العمال في ظل موجة غلاء غير مسبوقة.
لم تكتفِ القيادة النقابية بالبيانات الرسمية، بل تسربت تحذيرات عبر مصادر غير معلنة تُنذر بموجة إضرابات قد تطال القطاعين العام والخاص، في خطوةٍ تُعتبر اختباراً حقيقياً لقوة النقابة التاريخية وقدرتها على حشد قواعدها في مواجهة ما تصفه بـ”سلطة متعنتة”.
المصدر النقابي، الذي فضّل التكتم على هويته، كشف أن الاتحاد يستعد لخوض “جولات نضالية جديدة” رداً على ما يعتبره تخلياً رسمياً عن الحياد.
الأزمة وصلت إلى ذروتها بعد المظاهرات الأخيرة التي نظمها أنصار الرئيس قيس سعيد أمام المقر المركزي للاتحاد، حيث ترددت أنباء عن محاولة اقتحام المقر – وهي الرواية التي نفتها الرئاسة بشكل قاطع.
الاتحاد لم يتردد في تحميل السلطات الأمنية مسؤولية حماية مقراته، بينما وصف الرئيس سعيد الاحتجاجات بأنها “سلمية ولم تهدف للاقتحام”.
في خلفية هذه المعركة، تعيش تونس على وقع أزمة اقتصادية طاحنة، حيث تتفاقم معاناة العمال مع ارتفاع متصاعد للأسعار وانخفاض متزايد في القوة الشرائية.
ويصر الاتحاد على أن زيادة الأجور لم تعد ترفاً، بل أصبحت ضرورة قصوى للحفاظ على الكرامة الإنسانية للطبقة العاملة.
المشهد التونسي يبدو أشبه ببرميل بارود ينتظر الشرارة القادمة، حيث تتربص الأطراف ببعضها بينما يترقب التونسيون مصير حوار اجتماعي يبدو أنه دخل نفقاً مظلماً بلا ضوء في الأفق.
القضاء التونسي يصدر حكما بالسجن 20 عاماً بحق ليلى الطرابلسي
