السلطات التونسية توقف رجل الأعمال عبد العزيز المخلوفي للتحقيق في شبهات فساد مرتبطة بإدارة “هنشير الشعال”، أكبر قرية حكومية لإنتاج زيت الزيتون، بعد زيارة الرئيس قيس سعيد للموقع.
عملية أمنية واسعة النطاق في تونس الكبرى
ألقت السلطات التونسية القبض على عبد العزيز المخلوفي، رجل الأعمال ورئيس النادي الرياضي الصفاقسي، على خلفية تحقيقات حول شبهات فساد مرتبطة بإدارة أكبر ضيعة فلاحية حكومية في تونس تُعرف بـ”هنشير الشعال”.
وتأتي هذه التطورات بعد زيارة الرئيس قيس سعيد للموقع، حيث أبدى استياءه من سوء الإدارة والفساد المالي الذي انعكس على الإنتاجية الزراعية، خصوصاً في قطاع زيت الزيتون.
وأكد الناطق الرسمي باسم هيئة الدفاع عن المخلوفي، جوهر العذار، أن موكله خضع للتحقيق منذ الخميس الماضي بإذن من النيابة العامة في المحكمة الابتدائية بتونس.
وأضاف العذار أن التحقيق يشمل أيضاً موظفين وإداريين من المركب الذي يدير قرية الزيتون، ولم يقدم العذار تفاصيل إضافية عن صلة المخلوفي المباشرة بالتهم، لكنه أشار إلى أن التحقيق يهدف إلى كشف الملابسات الكاملة في هذا الملف.
وكان الرئيس سعيد قد صرّح خلال زيارته الأربعاء بأن “هنشير الشعال” يعاني من مشاكل مالية وإدارية تتعلق بإهمال الآبار ومعدات الإنتاج، مما أدى إلى تراجع واضح في إنتاج الزيتون والألبان.
وبيّن سعيد أنه لن يسمح بالتفريط في هذا الموقع الزراعي الكبير، مشدداً على ضرورة محاسبة المسؤولين عن “هدر أموال الشعب”.
يُذكر أن “هنشير الشعال”، الواقع في محافظة صفاقس، يعد ثاني أكبر غابة زيتون بعلي في العالم ويحتوي على نحو 400 ألف شجرة زيتون، وقد شهد وفقاً لإحصاءات رسمية، انخفاضاً في إنتاج الزيتون، متأثراً بتقادم أشجار الزيتون ونقص الأمطار.
وتأتي هذه التحقيقات ضمن حملة مكافحة الفساد التي تقودها السلطات التونسية في عدد من القطاعات الاقتصادية، منها قطاع زيت الزيتون الذي يُعدّ رافداً أساسياً للعملة الصعبة في البلاد.
وتزامن ذلك مع ارتفاع قيمة صادرات زيت الزيتون التونسي خلال الموسم الزراعي الحالي، حيث بلغت 1.6 مليار دولار، بزيادة كبيرة مقارنة بالعام الماضي، ما يعكس أهمية هذا القطاع في الاقتصاد التونسي.
عملية أمنية واسعة النطاق في تونس الكبرى