05 ديسمبر 2025

تعهد الرئيس التونسي قيس سعيّد بالتحرك العاجل لمعالجة الأزمة البيئية في مدينة قابس، مؤكدا أن “الوقت لم يعد يسمح بالمقاربات التقليدية”، فيما يتمسك المحتجون بمواصلة تحركاتهم السلمية للمطالبة بإجراءات ملموسة، وسط حديث عن إضراب عام مرتقب في الجهة.

وخلال لقائه الجمعة برئيس مجلس نواب الشعب ورئيس المجلس الوطني للجهات والأقاليم، قال سعيّد إنه يتابع الوضع البيئي “عن كثب”، مشيرا إلى أن السلطات تعمل على تنفيذ حلول عاجلة ومؤقتة للحد من التلوث، إلى حين وضع استراتيجية وطنية شاملة تشمل جميع مناطق البلاد وليس قابس فقط.

وأوضح الرئيس أن معالجة التدهور البيئي تتطلب “تفكيرا جديدا” يوازن بين متطلبات التنمية والحفاظ على حق السكان في بيئة سليمة، مؤكداً أن الدولة لن تتخلى عن مسؤولياتها تجاه الجهة.

وفي المقابل، أعلن ناشطون بيئيون في قابس استمرار الاحتجاجات إلى حين اتخاذ خطوات عملية، معتبرين أن الوعود الرسمية “لم تعد كافية” بعد سنوات من التلوث الصناعي وتدهور جودة الهواء والبحر.

وتشهد المدينة منذ أيام موجة احتجاجات واسعة شارك فيها مئات المواطنين، تنديداً بما وصفوه بـ”التجاهل الحكومي” لأزمة بيئية مزمنة سبّبت أمراضاً وأضراراً في النظام البيئي البحري.

وبينما تتزايد الضغوط الشعبية، رجحت مصادر نقابية أن يعلن الاتحاد العام التونسي للشغل قريباً عن إضراب عام جهوي في قابس، في حال لم تستجب السلطات لمطالب المحتجين المتعلقة بوقف الأنشطة الصناعية الملوِّثة وتسريع خطط المعالجة.

وتعيد أزمة قابس فتح ملف التلوث الصناعي في تونس، الذي يشمل عددا من المناطق الساحلية، ويثير تساؤلات حول قدرة الحكومة على المواءمة بين ضرورات الاقتصاد وحماية البيئة وحقوق السكان في التنمية المستدامة.

 

وفاة اثنين وفقدان 34 بغرق مركب قبالة سواحل تونس

اقرأ المزيد