أصدرت المحكمة الابتدائية في محافظة سوسة التونسية مذكرات إيداع بالسجن بحق أربعة أشخاص، بينهم طبيب بيطري يشغل خطة رئيس مصلحة الأسواق، وذلك على خلفية فضيحة ذبح خراف نافقة وأخرى مريضة داخل مسلخ بلدي بالمدينة.
وتفجّرت القضية إثر شكاوى مواطنين وتوثيق عضو محلي للحادثة، كشفت عن وجود خراف نافقة وأخرى على وشك النفوق، بعضها جرى ذبحه بالفعل وكان معدا للتسويق في الأسواق، وشملت القرارات القضائية أيضا حارس المسلخ وتاجري أغنام، بعد ثبوت تورطهم في المخالفات.
وأثارت الحادثة موجة غضب عارمة بالنظر إلى خطورتها على الصحة العامة، خصوصا في ظل أزمة ارتفاع أسعار اللحوم وتزايد حساسية المستهلك التونسي تجاه جودة الغذاء المعروض، ورأى مراقبون أن التدخل القضائي السريع يهدف إلى احتواء تداعيات الفضيحة على ثقة المواطنين، وتعزيز صورة مؤسسات الدولة في مواجهة ما يعتبره كثيرون شبكات غش غذائي متغلغلة في الأسواق.
وفق بيانات المعهد الوطني للإحصاء ومنظمات حماية المستهلك، شهد لحم الضأن في تونس ارتفاعا سنويا بنسبة19.1٪ خلال شهر يوليو 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، فيما قفزت أسعار لحوم الأبقار بنسبة 5.4٪ خلال نفس الفترة.
ويُقدّر أن السعر الذي يصل به الكيلوغرام من لحم الخروف إلى المستهلك بلغ نحو 60 دينارا في بعض الجهات، وسط هوامش ربح ضخمة يفوق بعضها34 دينارا للكيلوغرام الواحد، رغم أن كلفة الإنتاج تُقدَّر بنحو 26 دينارا فقط.
كما أقرّت السلطات مؤخرا قرارا رئاسيا بتحديد سعر لحم الضأن المحلي عند 40 دينارا واللحم البقري عند32 دينارا للكيلوغرام، في محاولة لاحتواء التدهور الحاد في القدرة الشرائية.
وزير الداخلية الفرنسي يعتزم إلغاء اتفاقية الهجرة مع الجزائر
