مدخل وزارة التعليم العالي في العاصمة التونسية، تحول إلى ساحة اعتصام مفتوح لعشرات من حاملي شهادة الدكتوراه، الذين وجدوا أنفسهم بعد سنوات طويلة من البحث الأكاديمي بلا وظائف ثابتة، لتختزل مسيرتهم العلمية في معركة من أجل حقهم في العمل.
أكد المعتصمون أن احتجاجهم جاء بعد أن سئموا وعودا رسمية لم تتحقق، أبرزها تعهد الرئيس قيس سعيد في فبراير الماضي بتوظيف 5000 دكتور في دفعة أولى، وهي وعود بقيت بلا تنفيذ، ما دفع الملف مجددا إلى واجهة النقاش العام.
ويقول مشاركون إن العقود التي تمنحها الوزارة مؤقتة وهشة، لا تتجاوز ثلاث سنوات، وتنتهي غالبا بالبطالة، وبعضهم يضطر للعمل بساعات تدريس عرضية لا تكفي حتى لتأمين معيشته، بينما يعمل آخرون في اختصاصات بعيدة تماما عن مجالاتهم العلمية، كما هو حال بثينة الخليفي، دكتورة في الفيزياء، التي وجدت نفسها منذ سبع سنوات تُدرّس في التعليم الابتدائي.
ويصف المحتجون هذه السياسة بأنها “إقصاء ممنهج” لأصحاب الكفاءات، معتبرين أن فرص الالتحاق بالجامعات ومراكز البحث تكاد تكون معدومة بسبب ندرة المسابقات الرسمية وغموض معاييرها.
وفي المقابل، تؤكد وزارة التعليم العالي أنها تتفاعل مع المبادرات التشريعية لتوسيع مجالات التشغيل، وتَعِد بفتح فرص إضافية للتدريس في الجامعات، ولكن نوابا في البرلمان انتقدوا ما سموه “إفراط الوزارة في العقود الوقتية” وطالبوا بإيجاد حلول جذرية لهذه الأزمة.
وبحسب أرقام المعهد الوطني للإحصاء، فإن البطالة في تونس بلغت 15.7%، بينما يشكل أصحاب الشهادات العليا نسبة 24% من إجمالي العاطلين، ما يجعل اعتصام الدكاترة جزءا من أزمة أوسع تعكس هشاشة سوق العمل التونسي وتراجع مكانة الكفاءات العلمية في السياسات العمومية.
تراجع احتياطيات تونس من النقد الأجنبي
