جدل واسع في الأوساط التونسية تفجر بعد انتشار صور ومقاطع فيديو وُصفت بـ”المسيئة” لأطفال خلال حضورهم حفلات فنية، ما دفع وزارة الأسرة والمرأة والطفولة إلى فتح تحقيق عاجل في ملابسات الواقعة، وسط اتهامات بانتهاك حقوق القُصّر والتلاعب بمشاعرهم.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل صورا لطفلتين ظهرتا تبكيان تأثرا خلال حفل للمغني السوري عبد الرحمن فواز، المعروف بلقب “الشامي”، ضمن إحدى الفعاليات الصيفية في تونس.
وأثار المشهد موجة من التعليقات بين متعاطفين ومنتقدين، وصلت حد اتهام البعض باستغلال الحالة النفسية للأطفال لتحقيق مشاهدات واسعة.
وعلق الفنان “الشامي” على الحادثة عبر منصة “إكس”، قائلا: “الطفلة التي بكت خلال الحفل لها قصة مؤلمة وطفولة صعبة”، مستنكرًا ما وصفه بـ”التنمر” الإلكتروني الذي طالها.
ومن جهتها، أعلنت وزارة الأسرة والمرأة والطفولة فتح تحقيق بشأن تداول مشاهد للأطفال دون إذن قانوني، مؤكدة في بيان رسمي أن حماية القصر من أي تهديد “مسؤولية جماعية” تنص عليها أحكام الدستور، لا سيما الفصل 52.
وشددت الوزارة على أن نشر صور الأطفال على نحو غير قانوني يمثل خرقا صريحا للقانون الأساسي عدد 63 لسنة 2004 المتعلق بحماية المعطيات الشخصية، ويعد أيضا انتهاكا للمصلحة الفضلى للطفل، وفقا لمجلة حماية الطفل.
ودعت الوزارة العائلات التونسية إلى الاستخدام الرشيد لوسائل التواصل الاجتماعي، محذرة من التأثيرات السلبية للمحتوى غير المنضبط على تربية الأطفال وهويتهم الثقافية، كما طالبت وسائل الإعلام بلعب دور وقائي في التصدي للسلوكيات التي تمس بحقوق الطفل.
وفي سياق متصل، سارعت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين إلى إصدار بيان تبرأت فيه من الصور والفيديوهات المتداولة، مشيرة إلى أن من التقطها “لا يمتّ للمهنة الصحافية بأي صلة”.
وأكدت النقابة أن هذه المواد “تمسّ من كرامة الأطفال ولا تحترم أخلاقيات المهنة”، محذرة من تنامي ظاهرة “انتحال صفة الصحافي” من قبل نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي.
وحملت النقابة مكاتب الإعلام في المهرجانات جزءا من المسؤولية، مطالبة باعتماد الصحافيين الحاملين لبطاقات مهنية صادرة عن جهات رسمية فقط، وعلى رأسها اللجنة الوطنية لإسناد بطاقة الصحافي المحترف.
واختتم البيان بالتشديد على أن “الالتزام بأخلاقيات الصحافة هو السبيل الوحيد لصون كرامة المواطنين ومصداقية الإعلام التونسي”.
تونس.. انتشال 17 جثة ومواصلة البحث عن مفقودين قبالة جربة
