15 ديسمبر 2025

شهدت مدينة القيروان وسط تونس، لليلة الثانية على التوالي، مواجهات بين قوات الأمن ومجموعات من الشبان الغاضبين، على خلفية وفاة رجل بعد ملاحقة نفذتها الشرطة وانتهت بتعرضه للعنف، بحسب رواية أفراد من عائلته.

وأفاد شهود عيان بأن الاحتجاجات تطورت مساء أمس السبت إلى اشتباكات مباشرة، حيث أقدم محتجون على رشق قوات الأمن بالحجارة والزجاجات الحارقة، إضافة إلى إشعال إطارات مطاطية لإغلاق بعض الطرق، ما دفع الشرطة إلى التدخل لتفريقهم باستخدام الغاز المسيل للدموع.

وبحسب أقارب المتوفى، فإن الرجل كان يقود دراجة نارية دون ترخيص، قبل أن تطارده دورية أمنية، ثم يُنقل إلى المستشفى إثر تعرضه للضرب، حيث غادره لاحقًا قبل أن يفارق الحياة نتيجة نزيف في الرأس. ولم تصدر حتى الآن رواية رسمية توضح ملابسات الحادث.

وفي مسعى لاحتواء التوتر، نقلت وسائل إعلام محلية أن والي القيروان قام بزيارة عائلة المتوفى، وتعهد بفتح تحقيق لكشف ظروف الوفاة وتحديد المسؤوليات.

وتأتي هذه التطورات في وقت حساس، إذ تبدي السلطات مخاوف متزايدة من اتساع رقعة الاحتجاجات إلى مناطق أخرى، تزامنا مع اقتراب إحياء ذكرى ثورة عام 2011، التي شكلت نقطة تحول كبرى في تاريخ البلاد السياسي.

وتعيش تونس منذ أشهر حالة من الاحتقان السياسي والاجتماعي، في ظل تصاعد التحركات الاحتجاجية والإضرابات في عدد من القطاعات، إلى جانب دعوة الاتحاد العام التونسي للشغل لتنفيذ إضراب وطني خلال الشهر المقبل.

كما شهدت مدن أخرى، من بينها قابس جنوب البلاد، تظاهرات واسعة طالبت بوقف نشاط مصنع كيميائي يتهم بالتسبب في أضرار بيئية خطيرة.

وفي المقابل، تتهم منظمات حقوقية الرئيس التونسي قيس سعيد بتوظيف مؤسسات القضاء والأمن لتضييق الخناق على معارضيه، وهي اتهامات ترفضها الرئاسة التونسية وتؤكد نفيها بشكل قاطع.

أسطول الصمود العالمي يعلن انطلاق بعثته الأولى لكسر الحصار عن غزة

اقرأ المزيد