05 ديسمبر 2025

في يونيو، شهدت تونس حرائق مدمّرة أحرقت أكثر من 200 هكتار من الغابات والأراضي الزراعية، وبدوره أكد وزير الزراعة ضرورة حماية الثروة النباتية، مطالباً بتشكيل فرق عمل للتحقيق في أسباب الحرائق.

شهدت تونس خلال النصف الأول من يونيو الجاري موجة حرائق مروعة أتت على أكثر من 200 هكتار من الأراضي الزراعية والغابات، وفق ما أكدته وزارة الزراعة التونسية في بيان رسمي صدر الاثنين.

وسجلت السلطات 121 حريقاً خلال 15 يوماً فقط، في ظل موجة حر قياسية تجتاح البلاد.

وأكد وزير الزراعة عز الدين بالشيخ خلال جلسة عمل طارئة أن حماية الثروة النباتية تمثل “أولوية مطلقة”، داعياً إلى تكثيف الجهود الميدانية وتعزيز التنسيق بين مختلف الجهات المعنية.

وأصدر الوزير تعليمات بتشكيل فرق عمل على مدار الساعة، وإعداد لجان تحقيق لتحديد أسباب الحرائق واتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين.

من جانبه، أوضح الخبير الزراعي حسام الدين خلف الله أن هذه الحرائق تنتج عن مزيج خطير من العوامل المناخية والبشرية.

فبينما تسهم موجة الحر الشديدة وجفاف النباتات في تهيئة الظروف المثالية لانتشار النيران، يبقى العامل البشري حاضراً من خلال الإهمال في التعامل مع مصادر الاشتعال أو حتى عبر حرائق متعمدة تهدف إلى التوسع العمراني أو الاستفادة من تجارة الحطب.

وتكتسي هذه الكارثة أهمية خاصة نظراً للقيمة الاقتصادية والبيئية للغابات التونسية التي تغطي 34% من مساحة البلاد، وتقدر قيمتها بنحو 310 ملايين دولار.

ويحذر الخبراء من أن آثار هذه الحرائق قد تمتد لعقود، خاصة أن بعض أنواع الأشجار مثل الصنوبر الحلبي تحتاج إلى 60 عاماً لتنمو بشكل كامل.

يذكر أن تونس شهدت صيف 2022 أحد أسوأ مواسم الحرائق عندما التهمت النيران 533 هكتاراً من غابات الصنوبر في منطقة “بو قرنين” القريبة من العاصمة، وهو ما يستدعي اليوم تكثيف الجهود الوقائية لحماية ما تبقى من الرئة الخضراء للبلاد.

تونس.. البرلمان يجرد المحكمة الإدارية من سلطتها على الانتخابات

اقرأ المزيد