فعاليات الدورة الـ33 من المهرجان المغاربي للفروسية، انطلقت في مدينة بوحجلة التابعة لمحافظة القيروان وسط تونس، بمشاركة فرق من مختلف مناطق البلاد، إلى جانب فرسان من ليبيا والجزائر، في تأكيد على البعد المغاربي للمناسبة.
وجذبت ساحة العرض في “بطحاء أولاد عبيد الله” حشودا غفيرة من عشاق الفروسية والخيول العربية والبربرية، حيث افتُتح المهرجان بعروض “المشافات” و”الفنتازيا”، التي جسد فيها الفرسان مشاهد بطولية تعود لفترات المقاومة ضد الاستعمار، في محاكاة حية لذاكرة الفروسية في المنطقة.
وشاركت فرق فروسية من مدن تونسية مثل بوحجلة، صفاقس، جربة، سيدي بوزيد، تطاوين، ودوز، إلى جانب فرسان من الجارتين ليبيا والجزائر، ما أضفى على المهرجان طابعاً مغاربياً يُرسّخ روابط الثقافة المشتركة بين شعوب المنطقة.
ويمتد المهرجان على مدار ستة أيام، ويتضمن برنامجا متنوعا من الأنشطة، أبرزها: سباقات الخيول بالتعاون مع “مؤسسة سباق الخيل”، مسابقة جمال الخيول العربية والبربرية، عروض “المداوري”، بالإضافة إلى منافسات الرماية والصيد البري بالتعاون مع “جمعية الصيادين بالقيروان”.
ويخصص المهرجان أيضا مساحة للفعاليات الثقافية والموسيقية، حيث تنظم ندوة فكرية بعنوان: “عروش جلاص بين 1856 و1956: الخصوصيات والتحولات”، إلى جانب حلقة نقاش حول واقع تربية الخيول في تونس، بمشاركة خبراء ومربين من القطاع.
وأكد رئيس المهرجان، آدم المطيراوي، أن الدورة الحالية تسعى إلى ترسيخ التراث اللامادي المرتبط بالفروسية، ونقله للأجيال الجديدة، مع الحفاظ على الفقرات التقليدية التي اشتهر بها المهرجان، مشيراً إلى تخصيص برامج موجهة للأطفال، ومسابقات رياضية وفنية مرتبطة بثقافة الخيل.
وتشتهر بوحجلة، التي تقطنها قبيلة “جلاص”، بتراثها العميق في الفروسية، إذ شكل ركوب الخيل رمزا للشجاعة والكرم ومقاومة الاستعمار، وعلى مر العقود، أنجبت المدينة فرساناً ذاع صيتهم في سباقات الخيل والمواكب التقليدية.
وتشير الإحصاءات الرسمية إلى وجود ما يقارب 5 آلاف حصان عربي أصيل في تونس، وأكثر من 20 ألف حصان بربري، إلى جانب نحو ألف حصان إنجليزي، ما يعكس مكانة الفروسية كمكوّن أصيل في الهوية الثقافية التونسية.
نقل معارض تونسي مضرب عن الطعام إلى المستشفى بعد تدهور حالته الصحية
