المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وهو منظمة غير حكومية، أعلن أن السلطات التونسية قررت تعليق نشاطه لمدة شهر، بدعوى مخالفته أحكام المرسوم عدد 88 المنظم للجمعيات.
وقال المتحدث باسم المنتدى رمضان بن عمر، عبر منشور على منصة “فيسبوك”، إن المنتدى تلقى مساء الاثنين مراسلة رسمية تُعلمه بالقرار، مشيراً إلى أن الصياغة الواردة مطابقة لتلك التي استخدمتها السلطات في قرارات مماثلة طالت جمعيات ومنظمات أخرى.
ولم يصدر حتى الساعة 21: 09 ت غ تعليق رسمي من الجهات الحكومية حول القرار، الذي يأتي بعد أسبوع من إشعارات مماثلة طالت جمعيات أخرى، من بينها الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، للسبب ذاته.
وأكد بن عمر التزام المنتدى بتنفيذ القرار ابتداءً من اليوم، معلناً في الوقت ذاته عزمه الطعن فيه “باعتباره قراراً تعسفياً ظالماً”، ومشدّداً على استمرار المنتدى في الدفاع عن قضايا الشعب.
وأضاف أن المنتدى “ملتزم كعادته بكل التراتيب القانونية والإدارية”، معتبراً أن ما يتعرض له منذ أبريل الماضي من تدقيقات مالية وجبائية متواصلة “يأتي في إطار التضييق على الفضاء المدني المستقل، ومحاولة لإخضاع الأصوات الحرة”.
وجدد المتحدث باسم المنتدى تمسك المؤسسة بـ”مبدأ مقاومة الظلم والتمييز”، مؤكداً استمرارها في الوقوف إلى جانب النضالات الاجتماعية والمدنية والحقوقية في البلاد، مضيفاً: “سنظل دائماً في الصفوف الأمامية مع المظلومين، مؤمنين بأن الانحياز لأصحاب الحق واجب مستمر”.
وينصّ المرسوم رقم 88 لسنة 2011، المنظم لعمل الجمعيات في تونس، على حرية الجمعيات في تلقي التمويلات، لكنه يمنع قبول التبرعات أو المساعدات الصادرة عن دول لا تربطها بتونس علاقات دبلوماسية أو عن منظمات تدافع عن مصالح تلك الدول.
ويُذكر أن المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية تأسس عام 2008 على يد نشطاء اجتماعيين عقب التحركات التي شهدتها منطقة “الحوض المنجمي” في قفصة للمطالبة بالتشغيل والتنمية، والتي أسفرت عن مواجهات بين الأهالي وقوات الأمن وسجن عدد من النشطاء.
وتأتي هذه التطورات في سياق جدل متواصل حول علاقة الجمعيات بالتمويل الأجنبي، إذ كان الرئيس قيس سعيد قد تحدث في نوفمبر 2023 عن “جمعيات تتلقى تمويلات ضخمة بطرق غير شرعية لتمويل الأحزاب السياسية”، دون أن يسميها، مشيراً إلى أن إحداها حصلت في عام 2022 على أكثر من مليوني دينار تونسي.
ومنذ 25 يوليو 2021، تشهد تونس تغييرات سياسية واسعة بعد إعلان سعيد إجراءات استثنائية شملت حلّ مجلسي النواب والقضاء، وإقرار دستور جديد عبر استفتاء، وانتخابات تشريعية مبكرة.
وتباينت المواقف من تلك الإجراءات بين من يعتبرها “انقلاباً على الدستور” ومن يراها “تصحيحاً لمسار ثورة 2011”.
أما الرئيس سعيد فيؤكد أن ما اتخذه من خطوات “يأتي في إطار الدستور لحماية الدولة من خطر داهم”، مشدداً على التزامه بعدم المساس بالحريات والحقوق.
تونس تستضيف البطولة العربية للأمم للكرة الطائرة الشاطئية
