31 مارس 2025

تشهد العلاقات الاقتصادية التونسية الصينية تطوراً ملحوظاً مع مشاريع كبرى تشمل جسر بنزرت ومدينة الأغالبة الطبية (1.2 مليار دولار) ومحطة الطاقة الشمسية بالقيروان، في إطار استراتيجية تونس لتنويع شركائها الاقتصاديين وتعزيز التعاون مع بكين.

تشهد العلاقات الاقتصادية بين تونس والصين تطوراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، حيث تعمل تونس على تنويع شراكاتها الاقتصادية وتوسيع آفاق التعاون مع شركاء جدد يتوافقون مع مصالحها الوطنية.

وقد برزت الصين كواحد من أهم الشركاء التجاريين لتونس، حيث تشهد المبادلات التجارية بين البلدين نمواً مطرداً.

تشير أحدث البيانات إلى ارتفاع الصادرات الصينية إلى تونس بشكل كبير، حيث بلغت قيمتها 2.088 مليار دينار (675 مليون دولار) خلال الشهرين الأولين من عام 2025، مقارنة بـ 1.22 مليار دينار (394 مليون دولار) خلال الفترة نفسها من عام 2024.

وفي المقابل، بلغت الواردات التونسية من الصين 10.9 مليون دينار (3.5 مليون دولار) خلال نفس الفترة من عام 2025، مسجلة ارتفاعاً طفيفاً عن العام السابق.

تستفيد تونس من الخبرة الصينية في مجال تطوير البنية التحتية، حيث تقوم شركة “Sichuan Road & Bridge Co” الصينية ببناء جسر جديد فوق قناة بنزرت في شمال تونس بتكلفة تصل إلى 750 مليون دينار (242.7 مليون دولار).

كما تشهد تونس تنفيذ مشاريع كبرى في مجال الطاقة المتجددة، أبرزها محطة الطاقة الشمسية في القيروان بقدرة 100 ميغاوات والتي بدأ العمل فيها في مايو 2024 بمشاركة شركة صينية.

يعد مشروع مدينة الأغالبة الطبية بالقيروان أحد أبرز المشاريع المشتركة بين البلدين في المجال الصحي.

يمتد هذا المشروع الضخم على مساحة 550 هكتاراً ويتضمن تسعة فضاءات متخصصة في مختلف المجالات الطبية والخدمات الصحية والبحث العلمي، تبلغ تكلفة المشروع 1.2 مليار دولار ومن المتوقع أن يوفر 40 ألف فرصة عمل.

يتكون المشروع من عدة مرافق رئيسية تشمل مستشفى جامعي بسعة 400 سرير، ووحدات متخصصة في علاج الأورام، وأكاديمية للطب، ومركزاً للبحوث الصحية، بالإضافة إلى مرافق سياحية وخدمية متكاملة. كما يضم المشروع وحدات لإنتاج الطاقة المتجددة ومعالجة النفايات.

في إطار التعاون الصناعي، تستعد شركة صينية متخصصة في صناعة الأسمنت لاستثمار يفوق 100 مليون دولار لشراء حصة في مصنع أسمنت جبل الوسط جنوب العاصمة التونسية.

ومن المتوقع أن يصاحب هذا الاستثمار تحديث المعدات وإدخال التقنيات المتطورة لتعزيز القدرات الإنتاجية مع مراعاة المعايير البيئية.

تسعى تونس إلى تعزيز تدفق السياح الصينيين، حيث تستهدف استقبال 30 ألف سائح صيني خلال عام 2025، بعد أن استقبلت 20 ألف سائح في عام 2024.

وتخطط تونس لفتح خطوط جوية مباشرة بين البلدين بداية من العام المقبل لتسهيل حركة السياح.

أكد السفير التونسي لدى بكين عادل العربي على أهمية الموقع الاستراتيجي لتونس كجسر بين إفريقيا وأوروبا، معرباً عن أمله في أن تصبح تونس مركزاً لتصدير المنتجات الصينية إلى الأسواق الإقليمية والدولية.

كما أشار إلى حرص تونس على الاستفادة من مبادرة طريق الحرير الصينية لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.

من جانبه، أكد الأستاذ سونغ وي من كلية العلاقات الدولية بجامعة بكين على وجود فرص كبيرة للنمو في مجالات تحويل الطاقة والاقتصاد الأخضر وقطاع الخدمات، مشيراً إلى إمكانية تعزيز التعاون في هذه المجالات بين البلدين.

مع تنفيذ هذه المشاريع الكبرى وتعزيز التعاون في مختلف المجالات، يتوقع أن تشهد العلاقات الاقتصادية بين تونس والصين مزيداً من التطور في السنوات المقبلة، مما سيساهم في تنشيط الاقتصاد التونسي وتعزيز مكانة تونس كشريك استراتيجي للصين في منطقة شمال إفريقيا.

اقرأ المزيد