05 ديسمبر 2025

أعلنت الحكومة التونسية عن إطلاق برنامج متكامل من ستة مشاريع بيئية داخل المجمع الكيميائي بمدينة قابس، في محاولة لاحتواء موجة الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها المحافظة منذ أسابيع بسبب ما يعتبره السكان “كارثة بيئية مزمنة” تهدد صحتهم وحياتهم اليومية.

وقال وزير التجهيز والإسكان صلاح الزواري، خلال جلسة مساءلة في البرلمان، إن الحكومة رصدت التمويلات اللازمة لاستكمال المشاريع البيئية التي تهدف إلى تقليص الانبعاثات الغازية وتحسين جودة الهواء في المنطقة الصناعية، موضحًا أن التأخير في تنفيذها خلال السنوات الماضية كان أحد الأسباب الرئيسية لتفاقم الأزمة.

وأوضح الوزير أن المشروع الأول، الذي بلغت نسبة إنجازه 98%، يهدف إلى خفض انبعاث غاز أوكسيد النيتروز من وحدة إنتاج الحامض النتريكي، ومن المقرر الانتهاء منه قبل نهاية عام 2025.

أما المشروع الثاني فيتعلق بتقليص انبعاثات أكسيد الكبريت من وحدات إنتاج الحامض الكبريتي، ويتوقع اكتماله خلال ثلاثة أشهر.

ويشمل المشروع الثالث تحسين معالجة غازات الأمونيا في وحدة إنتاج سماد “الداب”، مع خطة لتشغيله خلال ستة أشهر، بينما ينص المشروع الرابع على الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت في وحدات إضافية لإنتاج الحامض الكبريتي، على أن تنطلق الأشغال فيه خلال الربع الأول من 2026 وتستمر لمدة نصف عام.

أما المشروعان الخامس والسادس، فيرتكزان على تقنيات الامتصاص المزدوج واسترجاع الحرارة للحد من الغازات الدفيئة في معمل الأمونيتر، ومن المنتظر استكمالهما قبل نهاية 2026، ضمن ما وصفه الوزير بـالتحول البيئي الأكبر في تاريخ المجمع.

ويعد المجمع الكيميائي في قابس أحد أكبر المنشآت الصناعية في تونس، إذ يسهم بشكل أساسي في إنتاج الأسمدة وتصديرها، ويوفر آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، مما يجعله ركيزة اقتصادية يصعب الاستغناء عنها.

ولكن توسّع أنشطته على مدى عقود وتزايد الانبعاثات الغازية الصادرة عنه، دفع الأهالي إلى المطالبة بنقله أو تفكيكه، معتبرين أنه السبب الرئيس وراء ارتفاع معدلات التلوث وانتشار الأمراض المزمنة في المنطقة.

وفي هذا السياق، أكد وزير الصحة مصطفى الفرجاني أمام البرلمان أن الملوثات الناتجة عن نشاط المجمع “لم تؤثر فقط في البيئة بل امتدت إلى صحة المواطنين”، مشيرا إلى أن الدراسات الطبية الأخيرة سجلت زيادة في حالات أمراض الجهاز التنفسي والجلطات وتهيج الجلد، داعيا إلى “تحرك عاجل للحد من المخاطر عبر المراقبة الصارمة للانبعاثات وحملات التوعية الصحية”.

سياسي تونسي يتهم أمريكا وفرنسا بزعزعة استقرار معبر رأس جدير مع ليبيا

اقرأ المزيد