05 ديسمبر 2025

تستعد تونس لإنشاء أول مستشفى رقمي متكامل في القارة الإفريقية، يعتمد كلياً على التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي، في خطوة وصفها خبراء الصحة بأنها تمثل “ثورة في الطب الرقمي” على مستوى المنطقة.

وقال أيمن الشخاري، المكلف بالذكاء الاصطناعي وتطوير المنظومة الرقمية بوزارة الصحة التونسية، إن المشروع يُعد تجربة فريدة تندرج ضمن استراتيجية الوزارة لدفع البلاد نحو استخدام أوسع للتكنولوجيا في المجال الطبي، مشيراً إلى أن بعض الدول الأوروبية المتقدمة لا تمتلك حتى الآن مستشفى رقمياً مماثلاً.

وأوضح الشخاري أن المستشفى الرقمي سيقع مقره داخل وزارة الصحة وسيتعاون مع جميع المؤسسات الصحية العمومية في أنحاء البلاد، مع خطة لتوسيع التخصصات المتاحة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وإعطاء الأولوية للمناطق الداخلية والبعيدة لضمان وصول الخدمات الطبية المتقدمة إلى سكانها، وتخفيف عناء التنقل والتكاليف المرتفعة.

وبدأت تونس بالفعل في تنفيذ نموذج تجريبي للطب عن بعد، إذ شهد مستشفى طبرقة في ولاية جندوبة قراءة صور أشعة لثلاثة مرضى عن بعد، كما أجريت عشرة فحوصات طبية عن بعد لمرضى مستشفى الشبيكة في القيروان.

ويأتي المشروع استكمالاً لمسار رقمنة المنظومة الصحية في البلاد، حيث عممت وزارة الصحة العام الماضي منظومة المواعيد عن بعد في جميع المؤسسات الصحية، ووسعت خدمات الطب عن بعد، ورقمنت مؤسسات الخط الأول للرعاية الصحية، وعززت الرقابة على توزيع الأدوية باستخدام تقنيات رقمية متطورة.

ويرى مختصون أن المستشفى الرقمي سيعزز مكانة تونس كمركز إقليمي للابتكار في الصحة الرقمية، ويفتح المجال أمام شراكات مع شركات تكنولوجيا طبية عالمية، بما يشجع الاستثمار في مجالات الذكاء الاصطناعي للتشخيص والعلاج، ويشكل نموذجاً يحتذى به للدول العربية والإفريقية في ظل التحديات التي تواجه النظم الصحية التقليدية من حيث الكلفة ونقص الكوادر.

استثمار صيني يعزز صناعة السيارات في تونس

اقرأ المزيد