05 ديسمبر 2025

تونس تستعد لاحتضان أكبر تمرين مشترك سنوي لقيادة القوات الأمريكية في إفريقيا، بمشاركة مخططين عسكريين من الولايات المتحدة وإيطاليا وتونس.

واجتمع ممثلو قوة المهام الأمريكية الجنوبية في أوروبا – إفريقيا، وقيادة “أفريكوم”، والقوات المسلحة الإيطالية والتونسية خلال الفترة من 14 إلى 19 سبتمبر الجاري، لوضع اللمسات الأولى لتمرين الأسد الإفريقي 2026 المقرر إجراؤه في أبريل المقبل بعدة مواقع إفريقية.

ويأتي الاجتماع في إطار جهود متعددة الجنسيات لتشكيل التمرين الأضخم الذي تنظمه “أفريكوم”، مع تركيز خاص هذا العام على القيمة الاستراتيجية للتدريب في إفريقيا، وتعزيز الابتكار، والتجريب، ورفع جاهزية القوات المشتركة لمواجهة تحديات ساحات المعارك الحديثة.

وقال العقيد الأمريكي كوربت باكستر، مدير التمرين: “يمثل الأسد الإفريقي حجر الزاوية في التزامنا المشترك مع تونس وشركائنا وحلفائنا، بما في ذلك إيطاليا، إنه فرصة للحفاظ على الأمن الإقليمي، وبناء الجاهزية، وضمان استعداد قواتنا للتحديات المستقبلية”.

وشهد الاجتماع نقاشات معمقة حول دور الذكاء الاصطناعي في العمليات العسكرية، حيث طُلب من المخططين استكشاف تطبيقات مبتكرة تشمل اللوجستيات التنبؤية، وأجهزة الاستشعار الأرضية الذاتية، والتحليل الجنائي، وأنظمة دعم القرار القائمة على الذكاء الاصطناعي.

كما ركزت المداولات على تكامل العمليات الجوية والبرية لاختبار القدرات الحديثة مع الالتزام بالمعايير الأخلاقية والتشغيلية.

وتعد أجهزة الاستشعار الأرضية من أبرز الميزات الجديدة في تمرين هذا العام، إذ تمنح فرصة للقوات الأمريكية والتونسية لتجربة تقنيات ناشئة في رصد التهديدات وتعزيز الدفاع.

وقال الملازم الأول الأمريكي جاستن بانديسترا إن القوات التونسية أبدت اهتماماً كبيراً باستخدام هذه الأجهزة مع وحدة الاستجابة الحدودية، خصوصاً في مواجهة التهديدات على الحدود، والتنسيق مع لواء القوات الخاصة في مهام الدفاع السلبي والنشط.

وأوضح أن أجهزة الاستشعار تأتي بأشكال متعددة، منها المغناطيسية، والأشعة تحت الحمراء، والزلازلية، ما يتيح قدرة دفاعية متنقلة يمكن نشرها أو استرجاعها بسرعة، مع عمر تشغيلي طويل.

ولا يقتصر تمرين “الأسد الإفريقي 2026” على الاختبارات التكنولوجية، بل يشمل تدريبات في الدفاع السيبراني، والإخلاء الطبي الجوي، وتجهيز الطائرات للهبوط الجوي، والإسقاطات الجوية، إضافة إلى ورش عمل حول سيادة القانون، وتكامل العلاقات العامة والشؤون المدنية المشتركة.

كما يركز التمرين على تطبيق تقنيات حديثة في تفكيك الألغام، ومواجهة العبوات الناسفة، والتعامل مع التهديدات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، ما يجعله منصة استراتيجية لاختبار القدرات المستقبلية.

ومن أبرز التدريبات أيضاً، هبوط الطائرات C-130 على مدارج ترابية ، وهو تدريب نادر خارج إفريقيا ويُعد مهماً لتطوير القدرات التشغيلية في بيئات صعبة.

وقال القبطان الأمريكي بريندان تولسون: “يوفر لنا التمرين في تونس فرصة الهبوط على مدارج ترابية حقيقية والحصول على شهادات تدريبية أساسية لطواقمنا، إذ يصعب إيجاد مثل هذه المواقع في أوروبا”.

وتعود الشراكة بين الولايات المتحدة وتونس إلى أكثر من قرنين، إذ أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1797، وكانت تونس من أوائل الدول التي نسجت روابط رسمية مع واشنطن، وفي عام 2015، حصلت تونس على تصنيف الحليف الرئيسي من خارج الناتو، وهو امتياز تتمتع به ثلاث دول إفريقية فقط.

وأكد العقيد الأمريكي باسم يونس، رئيس مكتب التعاون الأمني في السفارة الأميركية بتونس، أن هذه الشراكة “تعتمد على أهداف مشتركة في الأمن والاستقرار، وتعكس الثقة والاحترام المتبادل بين البلدين، ورؤيتنا المشتركة لتعزيز الجاهزية”.

القبض على مسؤول تونسي أثناء هروبه إلى ليبيا

اقرأ المزيد