05 ديسمبر 2025

يستعد سياسيون وشخصيات ليبية وازنة للمشاركة في جلسة تحضيرية لحوار “ليبي–ليبي” بالعاصمة التونسية يومي 28 و29 مايو الجاري، تحت رعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.

وكشف عبد الباسط القاضي الغرياني، رئيس الهيئة الدولية لمكافحة الفساد بجنيف ورئيس اللجنة الاستشارية لفريق الحوار السياسي الليبي، عن تفاصيل المبادرة، موضحاً أن الاجتماع سيشهد مشاركة واسعة من الليبيين، إلى جانب ممثلين أمميين ومنظمات دبلوماسية عاملة في تونس.

وأشار الغرياني إلى أن فريق الحوار السياسي الجديد تشكل منذ أشهر، ولاقى مقترحه دعماً واسعاً من أطراف ليبية مختلفة، كما كشف عن لقاء تم قبل نحو ثلاثة أسابيع مع القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية، المشير خليفة حفتر، بصفته رئيس المفوضية العليا للمصالحة الوطنية، قائلاً إن الأجواء كانت “إيجابية ومثمرة”، وهناك توافق متنام بين المكونات الليبية.

وسيُعلن من جنيف لاحقاً عن فتح باب الترشح لتشكيل مجلس رئاسي جديد ونائبين، إلى جانب حكومة توافقية، على أن يتم حل مجلسي النواب والدولة، وتبقى لجنة الحوار الجديدة قائمة لمراقبة عمل الحكومة المؤقتة حتى صياغة الدستور وقانون الانتخابات.

وهاجم الغرياني من وصفهم بـ”المستفيدين من استمرار الأزمة”، مشيراً بالاسم إلى رئيس البرلمان عقيلة صالح، ورئيس حكومة الوحدة منتهية الولاية عبد الحميد الدبيبة، ورئيس مجلس الدولة خالد المشري، مؤكداً أن “الأمم المتحدة ترعى هذه العملية بدعم دولي، وسيرضخ الجميع في النهاية”.

وأوضح أن خارطة الطريق الجديدة تستند إلى ميثاق برلين، الذي يجيز تشكيل لجنة حوار بديلة عند تعثر العملية السياسية أو تجدد التوترات العسكرية، وهو ما يتم العمل عليه حالياً بهدف توحيد السلطة التنفيذية وتجنب العودة إلى الانقسام.

وكانت وزارة الخارجية التونسية قد أعربت مؤخراً عن “قلقها البالغ” من تدهور الأوضاع الأمنية في طرابلس، مؤكدة استعداد تونس لاحتضان أي حوار ليبي–ليبي برعاية أممية من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في الجارة الجنوبية.

وتأتي هذه التحركات بعد اشتباكات دامية شهدتها مناطق صلاح الدين وأبو سليم في العاصمة طرابلس، على خلفية مقتل قائد “جهاز دعم الاستقرار” عبد الغني الككلي، ما أعاد مشهد الفوضى الأمنية وأثار مخاوف من تصعيد جديد، قبل أن تعلن وزارة الداخلية استعادة السيطرة.

وتعيش ليبيا حالة من الجمود السياسي والانقسام بين حكومتين متصارعتين منذ عام 2022، فيما لا تزال جهود الأمم المتحدة لإجراء انتخابات شاملة تصطدم بعراقيل قانونية وسياسية رغم التطلعات الشعبية الواسعة لنهاية هذا الانقسام.

أيام قرطاج السينمائية يجمع نخبة السينما العربية والإفريقية في تونس

اقرأ المزيد