تدرس تونس إصدار قرض رقاعي بقيمة 400 مليون يورو لتمويل عجز الموازنة، في إطار خطة لجمع أكثر من 25 مليار دينار. رغم عدم الاقتراض منذ خمس سنوات، تسعى الحكومة لتأمين قروض خارجية من عدة مؤسسات.
كشفت وثائق رسمية عن توجه الحكومة التونسية لدراسة إصدار قرض دولي في الأسواق المالية العالمية بقيمة 400 مليون يورو (ما يعادل حوالي 1.375 مليار دينار)، في خطوة تمثل أول عودة للبلاد إلى هذه الأسواق بعد غياب تجاوز خمس سنوات.
ويأتي هذا القرض المُقترح ضمن خطة تمويلية شاملة تهدف إلى تعبئة أكثر من 25 مليار دينار (7.25 مليارات يورو) لتمويل عجز موازنة عام 2026، حيث تسعى تونس إلى تغطية احتياجاتها التمويلية عبر مزيج من القروض الداخلية التي تصل إلى 19 مليار دينار (6.5 مليارات دولار)، والقروض الخارجية المقدّرة بـ 6.8 مليارات دينار (2.3 مليار دولار).
وتفصيلاً، تتضمن خطة التمويل الخارجي قروضاً لدعم الميزانية تزيد قيمتها عن 2.9 مليار دينار (841 مليون يورو)، مصدرة من عدة مؤسسات مالية دولية وإقليمية.
حيث يتوقع أن تحصل تونس على 68 مليون يورو من الصندوق النقد العربي، و58 مليون يورو من البنك الدولي، و22.5 مليون يورو من البنك الإفريقي للتنمية، إلى جانب 430 مليون يورو من البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد، و10 ملايين يورو من الوكالة الفرنسية للتنمية، مع 258 مليون يورو من قروض أخرى، علاوة على القرض الرقاعي الدولي المُحتمل بقيمة 400 مليون يورو.
هذه الخطوة المحتملة تمثل تحولاً في السياسة المالية التونسية التي تبنت في السنوات الأخيرة نهجاً للحد من الاقتراض الخارجي، خاصة بعد تعليق الاتفاق المبدئي مع صندوق النقد الدولي بقيمة 1.3 مليار دولار في أكتوبر 2022.
كما جاءت في سياق معاناة تونس سابقاً من صعوبات في النفاذ إلى الأسواق المالية الدولية بسبب انخفاض تصنيفها الائتماني.
يذكر أن تونس شهدت مؤخراً تحسناً طفيفاً في تصنيفها الائتماني، حيث رفعت وكالة “موديز” التصنيف في مارس الماضي إلى “CAA1” مع نظرة مستقبلية مستقرة، كما رفعت وكالة “فيتش” التصنيف في سبتمبر إلى “B-” مع نظرة مستقبلية مستقرة أيضاً، وهو ما قد يُمهد الطريق لعودة أسهل إلى الأسواق المالية العالمية.
أنس جابر تطلق حملة لإغاثة غزة
