05 ديسمبر 2025

الموقع الأثري بسبيطلة، بمحافظة القصرين وسط غربي تونس، يترقب إدراجه رسمياً على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، بعد أن أُدرج سابقاً في القائمة التمهيدية عام 202

وأسست المدينة، المعروفة باسم “سفيطلة” في القرن الأول الميلادي، لتصبح مستعمرة مهمة في القرن الثالث، ومفترق طرق يربط أهم مدن المقاطعة الرومانية، كما ساهمت غراسة الزيتون ووفرة المياه في ازدهارها.

ومع انتشار المسيحية، أصبحت المدينة مقراً لأسقفية، ثم أدرجت ضمن المملكة الوندالية عام 439 ميلادية، قبل أن يستولى عليها البيزنطيون عام 533، وأصبحت مركزاً محصناً تحت حكم الإمبراطور جستنيانوس.

وشهدت سبيطلة معارك حاسمة عام 647، عندما انتصرت الجيوش الإسلامية القادمة من الجنوب الشرقي على الجيش البيزنطي، ما مهد لدخول المدينة مرحلة جديدة من التاريخ.

ويضم الموقع آثاراً رومانية وبيزنطية متنوعة، أبرزها “الكابيتول” المكون من ثلاثة معابد مخصصة لآلهة رومانية، ومعابد المسيحية التي تحتوي على ست كنائس، من بينها حوضا تعميد مزخرفان، ومحراب لتقديس الشهداء المسيحيين.

كما تشمل آثار المدينة مسارح للعروض الفنية والمصارعة، حمامات عامة مزخرفة بالفسيفساء، دكاكين، منازل فخمة ذات أروقة، معاصر للزيتون، مطاحن للحبوب وورش حدادة، إضافة إلى شبكة شوارع مرصوفة مزودة بقوس نصر مخصص للإمبراطور ديوكليسيانوس.

وأوضح الباحث في التراث الحبيب عبيد أن سبيطلة تمثل مركزاً حضارياً فريداً يضم شواهد كافة فترات التاريخ الروماني، من المعابد الوثنية إلى المسيحية، بمساحة تقدّر بحوالي 20 هكتاراً، وما زال جزء كبير من آثارها بارزاً للعيان.

ويأتي إدراج سبيطلة ضمن جهود تونس لتعزيز مواقعها الأثرية على قائمة التراث العالمي، حيث تضم البلاد حاليًا تسعة مواقع مدرجة، إضافة إلى ثمانية عناصر على قائمة التراث الثقافي غير المادي، مثل فنون الخط العربي، النخلة، الكسكسي، وفخار سجنان.

القمة الإفريقية.. موقف صارم تجاه العدوان على غزة

اقرأ المزيد