ارتفع مخزون سدود تونس إلى 27.4% بعد أمطار ديسمبر، محققاً تحسناً محدوداً عن 19.6% العام الماضي، وأكد المسؤولون تحسن الوضع لكنه لا يزال “دقيقاً”، مشيرين لخطة استباقية لتأمين مياه الصيف، وحذرت دراسات مناخية من تسارع الاحترار في تونس بمقدار درجتين بحلول 2050، ما يهدد بانخفاض الأمطار.
أظهرت أحدث البيانات الرسمية تحسناً محدوداً في مخزون السدود التونسية، حيث ارتفع معدل امتلائها إلى 27.4% (ما يعادل 649 مليون متر مكعب) مقارنة بـ19.6% فقط في ديسمبر 2024، وذلك بفضل الأمطار الأخيرة التي شهدتها البلاد.
إلا أن المسؤولين يؤكدون أن هذا التحسن لا يزال غير كافٍ لمعالجة أزمة المياه المتفاقمة.
وخلال تصريحات رسمية، أوضح حمادي الحبيب، كاتب الدولة المكلف بالمياه، أن الوضعية المائية لموسم 2024-2025 كانت “أفضل من السنة السابقة بفضل تحسن الإيرادات، رغم أنّ الوضع لا يزال دقيقاً”.
وكشف عن خطة استباقية لضمان تأمين حاجيات مياه الشرب خلال صيف 2025 من خلال تعبئة الموارد وربط المناطق التي تعاني نقصاً بشبكات مجاورة.
من جهته، أشار فايز مسلم، المدير العام للسدود والأشغال المائية الكبرى، إلى أن الأمطار التي هطلت مطلع ديسمبر الحالي أضافت حوالي 51 مليون متر مكعب إلى مخزون السدود، واصفاً هذه الكميات بـ”الهامة والمطمئنة”.
ورجّح أنه في حال استمرار التساقطات بنفس الوتيرة، سيكون بالإمكان تأمين مياه الري أيضاً للموسم الزراعي المقبل.
ويتصدر سد سيدي سالم في محافظة باجة (شمال غربي البلاد) قائمة أكبر السدود التونسية، بطاقة استيعابية تبلغ 643 مليون متر مكعب، ويُعد مصدراً رئيسياً لمياه الشرب والري لعدة محافظات منذ إنشائه عام 1982.
ورغم هذا التحسن المؤقت، تحذر الدراسات المناخية من مستقبل مائي قاسٍ.
فقد كشف محمد شمس الدين الهرابي، رئيس اللجنة القطاعية للتغيرات المناخية بوزارة الزراعة، عن نتائج “مقلقة” لدراسات أجرتها الوزارة بدعم من منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) والصندوق الأخضر للمناخ.
وأوضح الهرابي أن السيناريوهات المناخية تتوقع تسارع وتيرة الاحترار في تونس، حيث قد ترتفع درجات الحرارة بنحو درجتين مئويتين بحلول عام 2050، أي قبل الموعد المتوقع عالمياً بخمسين عاماً.
كما من المتوقع انخفاض كميات الأمطار بما بين 14 و22 مليمتراً، وارتفاع منسوب مياه البحر، مما يعرّض نحو نصف الموارد المائية الساحلية للخطر ويؤثر سلباً على القطاعات الزراعية الاستراتيجية كالحبوب والزيتون.
وأشار إلى أن هذه التهديدات دفعت الحكومة لإعداد مخطط وطني للتأقلم مع التغيرات المناخية.
وزارتا العمل الليبية والتونسية تتفقان على تعزيز التعاون المشترك
