في أجواء رمزية، زار الرئيس التونسي قيس سعيّد ضريح الزعيم الحبيب بورقيبة في المنستير بمناسبة الذكرى الـ25 لوفاته، مؤكداً على رفض إبرام اتفاقيات جديدة لترحيل التونسيين من أوروبا.
في يوم مليء بالرمزية التاريخية، وصل الرئيس التونسي قيس سعيّد صباح اليوم الأحد 6 أبريل 2025 إلى مدينة المنستير للمشاركة في إحياء الذكرى الخامسة والعشرين لوفاة الزعيم الحبيب بورقيبة، مؤسس الجمهورية التونسية وأول رئيس لها.
وخلال الزيارة، قام الرئيس سعيّد بوضع إكليل من الزهور على ضريح بورقيبة، كما التقى بعدد من أفراد عائلة الرئيس الراحل، إلى جانب عدد من المناضلين القدامى ومواطنين، في مشهد أعاد للأذهان إرث بورقيبة في بناء الدولة التونسية الحديثة.
وفي كلمة له خلال الحفل، استحضر الرئيس سعيّد المبادئ التي قامت عليها سياسة بورقيبة الخارجية، خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على سيادة القرار الوطني.
وقال سعيّد: “نحن اليوم أمام محك حقيقي لاختبار هذه المبادئ، خاصة في ما يتعلق بملف الهجرة وعلاقتنا مع الفضاء الأوروبي”.
وفي هذا السياق، نفى الرئيس سعيّد بشكل قاطع إبرام تونس لأي اتفاقية جديدة لترحيل التونسيين من الدول الأوروبية.
وأضاف خلال لقائه مع الصحفيين: “من يتحدث عن وثيقة تم إبرامها في علاقة بترحيل التونسيين هو إما فاقد للذاكرة أو يحاول خداع الشعب التونسي”.
وأشار الرئيس إلى أن الاتفاقيتين الوحيدتين المبرمتين في هذا الشأن تعودان إلى عامي 2008 و2011، واصفاً إياها بأنها “تمت تحت ضغوط خارجية ومن قبل من اختار أن يأخذ بإملاءات بعض الجهات الأجنبية”.
هذا الموقف يأتي في وقت تشهد فيه العلاقات التونسية-الأوروبية توتراً حول ملف الهجرة، خاصة بعد تصاعد الحديث عن إمكانية توقيع اتفاقيات جديدة لترحيل المهاجرين غير النظاميين.
ويبدو أن الرئيس سعيّد أراد من خلال زيارته للمنستير في هذا اليوم بالذات، أن يؤكد على التزامه بمبدأ السيادة الوطنية الذي كان أحد ركائز سياسة بورقيبة.
المراقبون لاحظوا أن اختيار مدينة المنستير لتوجيه هذا الخطاب لم يكن اعتباطياً، فالمدينة التي تحتضن ضريح بورقيبة تظل رمزاً للسياسة التونسية المستقلة، كما أن توقيت الزيارة يتزامن مع تصاعد النقاش حول سياسة الهجرة التونسية.
يذكر أن الحبيب بورقيبة، الذي حكم تونس من 1957 إلى 1987، توفي في 6 أبريل 2000، ويُعتبر أحد أبرز زعماء حركة التحرر الوطني في العالم العربي وإفريقيا، حيث قاد مسيرة الاستقلال عن فرنسا عام 1956.