05 ديسمبر 2025

أعلنت الجامعة العامة للبنوك والمؤسسات المالية وشركات التأمين في تونس عن نيتها تنفيذ إضراب عام يومي 3 و4 نوفمبر المقبل، احتجاجا على ما وصفته بـ”الاحتقان المتصاعد داخل القطاع وتدهور أوضاع الموظفين”، في خطوة تهدد بشلّ الحركة الاقتصادية في البلاد مؤقتاً.

وقال الكاتب العام للجامعة، أحمد الجزيري، في تصريح لإذاعة الجوهرة إف إم، إن القرار جاء بعد “تفاقم الضغوط الاجتماعية والمهنية التي يعيشها العاملون في البنوك وشركات التأمين”، مشددا على أن القطاع المالي يمثل “قاطرة الاقتصاد الوطني وعموده الفقري”، داعيا السلطات إلى فتح حوار جاد ومسؤول لتسوية الخلافات وتطبيق القوانين بشكل عادل.

وأشار الجزيري إلى أن عددا من القوانين، من بينها الفصل 412 من المجلة التجارية المتعلق بتخفيض نسبة الفائدة على القروض، “تم تطبيقها على جميع المواطنين باستثناء موظفي البنوك”، معتبرا ذلك تمييزا وتعسفا ضد العاملين في القطاع، الذين يواجهون أعباء مالية متزايدة وسط ارتفاع الأسعار وتآكل القدرة الشرائية.

وفيما يخص شركات التأمين، أوضح الجزيري أن المفاوضات مع ممثلي الإدارات “كانت في مراحلها النهائية” قبل أن تتوقف بشكل مفاجئ، ما دفع الجامعة إلى اتخاذ قرار الإضراب كخيار أخير بعد فشل الحوار.

ورغم حدة الموقف، لم يغلق باب التهدئة بالكامل، إذ أكد المسؤول النقابي أن الإضراب قد يعلق في حال التوصل إلى اتفاق مع السلطات قبل موعده المحدد، مشددا على أن الهدف ليس تعطيل الاقتصاد وإنما “الدفاع عن حقوق العاملين وإعادة التوازن للعلاقات المهنية داخل القطاع”.

ويعتبر قطاع البنوك والمؤسسات المالية من أكثر القطاعات حساسية في تونس، إذ يضم آلاف الموظفين ويدير معظم العمليات التجارية والاستثمارية اليومية.

ويرى مراقبون أن تنفيذ الإضراب في الموعد المعلن قد يؤدي إلى شلل مؤقت في الخدمات المالية والمصرفية ويزيد الضغوط على الحكومة التي تواجه بالفعل أزمة اقتصادية حادة ومفاوضات شاقة مع الشركاء الاجتماعيين.

تونس تواجه أزمة مياه حادة وسط مطالب بإعلان “حالة طوارئ مائية”

اقرأ المزيد