محكمة الاستئناف في ولاية قفصة جنوب تونس قضت، يوم الأربعاء، بعدم سماع الدعوى المرفوعة ضد سجين أُحيل إلى القضاء بتهمة “ارتكاب أمر موحش ضد رئيس الجمهورية”، بعد رفضه متابعة نشاط رئاسي بث داخل زنزانته.
وأفادت المحامية عفاف زرّوق، في تصريح إعلامي، أن المحكمة قررت إسقاط الدعوى ضد منوّبها بسبب بطلان إجراءات التتبع، مشيرة إلى أن الملف خالٍ من الأسس القانونية التي تبرر الإدانة، وهو ما دفع المحكمة إلى إسقاط التهم الموجهة إليه.
وتعود فصول القضية إلى واقعة شهدها أحد السجون التونسية، حيث رفض السجين متابعة نشاط رسمي للرئيس قيس سعيد تم عرضه على النزلاء، وهو ما تم تأويله لاحقاً على أنه إساءة لرئيس الجمهورية، ليُحال السجين بموجب الفصل 67 من المجلة الجزائية، الذي يُجرّم “ارتكاب أمر موحش ضد رئيس الدولة”.
وقد أثارت القضية جدلاً واسعاً في الأوساط الحقوقية والإعلامية داخل تونس، ووصفت منظمات وجمعيات حقوقية قرار الإحالة بأنه مسيء لحرية التعبير ويمثّل انزلاقاً في التعامل مع المواقف الفردية، كما عبّر عدد من الشخصيات الوطنية عن استيائهم من ملاحقة مواطن بسبب رأي أو تصرف شخصي لا يتضمّن عنفاً أو تحريضاً.
وطالبت تلك الجهات بإعادة النظر في طريقة تطبيق الفصل 67، وبضرورة ضمان حرية التعبير حتى في الفضاءات المقيدة كالسجون، ما دام ذلك لا يشكل تهديداً مباشراً للأمن العام أو تحريضاً على الكراهية.
تقرير دولي يصنف ليبيا ضمن الدول “الأكثر خنقاً” لحرية التعبير
