منظمة “أنا يقظ”، الناشطة في مجال مكافحة الفساد ومراقبة أداء السلطات في تونس، انتقدت قرار وقف أعمال “هيئة النفاذ إلى المعلومة”، معتبرة أنه يمثل “هدماً لآخر قلاع الشفافية في البلاد”.
وقالت المنظمة، في بيان نشرته على موقعها الرسمي الثلاثاء، إن السلطات أنهت إلحاق جميع موظفي الهيئة وأغلقت مقرها دون إعلام الرأي العام.
وأشارت إلى أن هذه الخطوة “خطيرة وتمثل في جوهرها تعطيلاً لمرفق قضائي مستقل وضرباً لحق التونسيين والتونسيات في النفاذ إلى المعلومة”.
وحاولت وكالة الأنباء الألمانية التواصل مع أعضاء الهيئة، غير أن خطوط الهواتف المخصصة لها لم تكن تعمل، فيما لم يصدر تعليق رسمي من الحكومة حتى الآن.
وذكّرت “أنا يقظ” بأن السلطات كانت قد أوقفت أيضاً في عام 2021 أعمال “هيئة مكافحة الفساد”، ولاحقت رئيسها السابق شوقي الطبيب في قضايا وصفتها المنظمة بأنها “ملفقة”، وذلك بعد أسابيع من إعلان الرئيس قيس سعيد التدابير الاستثنائية في 25 يوليو من العام نفسه وتجميد البرلمان وعدد من الهيئات الدستورية.
وأضافت المنظمة أن “ما يجري اليوم لا يمكن فهمه إلا في إطار سياسة ممنهجة لضرب مؤسسات الشفافية والحوكمة ومكافحة الفساد”، مؤكدة أن “الحق في النفاذ إلى المعلومة ليس امتيازاً تمنحه السلطة متى شاءت، بل هو حق قانوني غير قابل للمصادرة، وأن غلق الهيئة أو شل عملها لن يؤدي إلا إلى تعميق أزمة الثقة بين الدولة والمواطنين”.
يذكر أن “هيئة النفاذ إلى المعلومة” تأسست عام 2016 بهدف ضمان حق المواطنين في الاطلاع على المعلومات داخل أجهزة الدولة والفصل في الدعاوى المرفوعة ضد الجهات الممتنعة عن تطبيق هذا الحق.
إعادة تراث قرطاج.. اتفاقية مرتقبة لاسترجاع كنوز أثرية تونسية من أميركا
