أعلنت هيئة الدفاع عن رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان التونسي السابق، راشد الغنوشي، أن موكلها دخل في إضراب مفتوح عن الطعام تضامنا مع المعارض جوهر بن مبارك، المعتقل في سجن بلي بولاية نابل، والمضرب بدوره عن الطعام منذ أيام احتجاجا على اعتقاله في قضية “التآمر على أمن الدولة”.
وقالت الهيئة، في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك مساء أمس الجمعة، إن الغنوشي قرر خوض الإضراب “تضامنا مع الأستاذ جوهر بن مبارك، دفاعا عن استقلالية القضاء والحريات العامة في البلاد”.
ويأتي تحرك الغنوشي بالتزامن مع سلسلة إضرابات تضامنية أعلنها عدد من السياسيين والنشطاء في تونس، أبرزهم عصام الشابي الأمين العام للحزب الجمهوري، الذي بدأ هو الآخر إضرابا عن الطعام من داخل سجنه، وفق ما أكده الناطق باسم الحزب وسام الصغير خلال مؤتمر صحافي عقدته تنسيقية عائلات المعتقلين السياسيين في مقر الحزب بالعاصمة.
وقال الصغير إن “الحزب الجمهوري يتبنى الإضراب الذي أعلنت عنه عائلة جوهر بن مبارك، وسيفتح مقره لاستقبال كل القوى الوطنية والمبادرات الداعمة للمعتقلين السياسيين”، مضيفا أن الخطوة “تهدف إلى الدفاع عن استقلال القضاء والمطالبة بالإفراج عن جميع سجناء الرأي في تونس”.
ومن جانبه، صرح عز الدين بن مبارك الحزقي، عضو جبهة الخلاص ووالد السجين جوهر بن مبارك، أن نجله “في حالة صحية متدهورة للغاية، لكنه ما زال متماسكا معنويا”، معلنا أن العائلة قررت الدخول في إضراب عن الطعام ابتداء من السبت تضامنًا معه.
وكانت منظمة العفو الدولية قد أعربت، الخميس، عن “قلقها العميق” إزاء تدهور صحة بن مبارك بعد أكثر من عشرة أيام من الإضراب، وطالبت بـ“الإفراج الفوري وغير المشروط عنه وعن جميع المعتقلين على خلفية مواقفهم السياسية السلمية”.
وفي المقابل، نفت الهيئة العامة للسجون والإصلاح في بيان رسمي، الأربعاء، وجود أي تدهور صحي بين السجناء المضربين، مشيرة إلى أن “الفحوص الطبية الدورية أثبتت استقرار حالتهم”.
وتعود قضية “التآمر على أمن الدولة” إلى فبراير 2023، حين أوقفت السلطات مجموعة من السياسيين المعارضين والمحامين ونشطاء المجتمع المدني، ووجهت إليهم تهمًا تتعلق بـ“محاولة تقويض النظام العام، والتخابر مع جهات أجنبية، والتحريض على الفوضى والعصيان”.
ويصف المعارضون هذه القضية بأنها “ملف سياسي بامتياز” يهدف إلى تصفية الخصوم السياسيين، بينما تؤكد الحكومة التونسية أن “المتهمين يواجهون تهمًا جنائية وفق ما ينص عليه القانون”.
ويمثل دخول راشد الغنوشي، البالغ من العمر 84 عامًا والموقوف منذ أبريل 2023، في إضراب مفتوح، تصعيدا رمزيا جديدا في معركة المعارضة ضد السلطة الحالية، في وقت تتزايد فيه الضغوط الحقوقية والدولية على الحكومة التونسية للإفراج عن المعتقلين السياسيين وإعادة فتح الحوار الوطني.
منظمة ألمانية تنتقد تمويلات الاتحاد الأوروبي لتونس وليبيا لإدارة الهجرة
