أصدرت المحكمة الابتدائية في تونس، أمس السبت، حكما يقضي بسجن الوزير الأسبق ورجل الأعمال مهدي بن غربية لمدة عامين، وذلك على خلفية اتهامات تتعلق بجرائم فساد مالي، وفق ما أفادت به وسائل إعلام محلية من بينها إذاعة “موزاييك”.
ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من عائلة بن غربية أو من السلطات التونسية بشأن الحكم، وشغل بن غربية منصب وزير مكلف بالعلاقة مع الهيئات الدستورية في حكومة يوسف الشاهد بين عامي 2016 و2020، كما كان نائبا مستقلا في البرلمان الذي جرى حله عام 2021، وعضوا بالمجلس الوطني التأسيسي عن ولاية بنزرت بين 2012 و2014، ويعرف أيضا بترؤسه النادي الرياضي البنزرتي.
وبحسب “موزاييك”، فإن الدائرة السادسة المختصة بقضايا الفساد المالي قضت بسجن الوزير الأسبق لعامين مع تغريمه ماليا، وذلك بعد إحالته إلى دائرة الجنح المختصة للنظر في مخالفات مرتبطة بشركاته التجارية، وتشمل قضايا ذات طبيعة جمركية ومصرفية.
ويعد هذا الحكم حلقة جديدة في سلسلة من القضايا التي تورط فيها بن غربية؛ ففي يونيو الماضي صدر ضده حكم بالسجن لمدة ثماني سنوات في أربع قضايا فساد أخرى، تتعلق جميعها بتجاوزات مالية وجمركية داخل إحدى شركاته.
وأكدت السلطات القضائية أن الأحكام الصادرة بحق الوزير الأسبق غير نهائية ويمكن استئنافها أمام المحاكم الأعلى درجة. وكان بن غربية قد أوقف في أكتوبر 2021 على خلفية شبهات فساد مالي، ضمن الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس قيس سعيّد منذ 25 يوليو 2021، والتي شملت إعفاءات وتوقيفات وتجميد اختصاصات البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه.
وتستمر تلك الإجراءات في إثارة جدل سياسي واسع داخل تونس؛ إذ ترى بعض القوى أنها تمثل “انقلابا على الدستور وتعزيزا لحكم فردي”، بينما تصفها قوى أخرى بأنها “خطوة ضرورية لإصلاح المسار السياسي واستعادة الدولة من الفساد”.
تونس: الإفراج عن المترشح الرئاسي السابق الصافي سعيد
