محكمة الاستئناف في تونس أصدرت أحكاماً بالإعدام والسجن بحق المتهمين باغتيال القيادي اليساري شكري بلعيد، الذي قُتل رمياً بالرصاص أمام منزله بضواحي العاصمة في6 فبراير 2013.
وقال مصدر قضائي لوسائل إعلام إن الأحكام شملت 23 متهماً، من بينهم محمد العوادي الملقب بـ”الطويل”، قائد الجناح العسكري لتنظيم “أنصار الشريعة” الإرهابي، وياسر المولهي، ومحمد العمري، ومحمد أمين القاسمي سائق الدراجة النارية رفقة كمال القضقاضي، منفذ عملية الاغتيال (المتوفى).
وقضت الدائرة بعدم سماع الدعوى في حق 9 متهمين مع إقرار الأحكام الابتدائية السابقة بحقهم.
كما قضت بالإعدام شنقاً على محمد العوادي وعز الدين عبد اللاوي، مع السجن 105 أعوام للأول و 10 أعوام للثاني. وحكمت بالمؤبد مع 20 عاماً إضافية على محمد علي دمق، وبالسجن مدى الحياة على أربعة متهمين آخرين، من بينهم عبد الرؤوف الطالبي ومحمد العكاري ومحمد أمين القاسمي.
كما حُكم على أحمد المالكي (المكنى بالصومالي) بالسجن 37 عاماً، وعلى ياسر المولهي بـ 18 سنة سجناً، بينما تراوحت بقية الأحكام بين 4 و 30 عاماً.
وكان القضاء التونسي قد أصدر في 27 مارس 2024 أحكاماً ابتدائية بالإعدام لأربعة متهمين، والسجن مدى الحياة لاثنين، وأحكاماً متفاوتة لبقية المتهمين، وعددهم الإجمالي 23 بينهم 14 موقوفين و 9 مطلقي السراح.
وتُعد قضية بلعيد من أكثر القضايا تعقيداً، إذ تنقسم إلى عدة ملفات، تشمل مجموعة التنفيذ، والرصد والاستقطاب، والجهاز السري، ومجموعة التخطيط.
ووفق اعترافات سابقة لمحمد العوادي، فإن أوامر الاغتيال كانت تصدر بعد موافقة “أمير” التنظيم سيف الله بن حسين المعروف بـ”أبو عياض”.
وخلال مداهمة منزل العوادي، ضبطت السلطات صوراً شخصية لعدد من القيادات الأمنية ووثائق دقيقة عن تحركاتهم وأسرهم، إضافة إلى معدات تصوير حديثة.
وكان شكري بلعيد من أبرز معارضي حركة النهضة الإخوانية، واتهمها علناً بحماية الإرهابيين ودعم العنف، وقبل يوم من اغتياله، قال في مداخلة تلفزيونية:”سيلجؤون إلى العنف كلما زاد اختناقهم… إياكم والانجرار إلى مربع العنف، فهو لا يخدم إلا الرجعية وحركة النهضة”.
اعتداء موظفي نقل تونس على مسن يثير غضباً واسعاً
