أعلن عضو هيئة الدفاع عن الموقوفين في تونس، المحامي سمير ديلو، اليوم الخميس، أن قوات الأمن أوقفت رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارِضة أحمد نجيب الشابي من منزله، تنفيذا لحكم صادر بحقه في ما يعرف بقضية “التآمر على أمن الدولة”.
ويبلغ الشابي من العمر 81 عاما ويعد أحد أبرز وجوه المعارضة التونسية خلال السنوات الأخيرة، ويأتي الاعتقال بعد ساعات من تصريحات سابقة للشابي أشار فيها إلى وجود تعزيزات أمنية قرب منزله، مؤكدا أنه يتوقع توقيفه في أي لحظة وأنه مستعد لتنفيذ القرار، قائلا إن “القوة بيد السلطة، لكن الحق بجانبنا”، قبل أن يعبّر عن تفاؤله بتغيير المشهد السياسي رغم تصاعد الاحتقان الاجتماعي وعودة النشاط النقابي.
وقالت قوى سياسية تونسية في بيان مشترك اليوم إن اعتقال الشابي يندرج ضمن “حملة ممنهجة” تستهدف الأصوات المعارضة.
وأوضحت أن صدور أحكام استئنافية مشددة مؤخرا في القضية نفسها أثار مخاوف جدية بشأن المسار الحقوقي في البلاد، خصوصا بعد توقيف كل من الناشطة شيماء عيسى والمحامي الحقوقي العيّاشي الهمّامي.
وأكدت الأحزاب المجتمعة في مقر الحزب الجمهوري أن “التوقيفات التي طالت سياسيين وصحافيين ومدونين تمثل محاولة لإغلاق المجال العام وترسيخ حكم فردي قائم على القمع”، داعية إلى توسيع التنسيق بين مكونات المعارضة وتنظيم تحركات احتجاجية سلمية، بدءا بمسيرة السبت المقبل، للمطالبة بإطلاق سراح جميع معتقلي الرأي.
وتعود قضية “التآمر على أمن الدولة” إلى فبراير 2023، حين أوقفت السلطات عددا من الشخصيات السياسية والحقوقية ووجهت إليهم اتهامات تشمل “المساس بالنظام العام” و”تقويض الأمن القومي” و”التخابر مع جهات أجنبية”، وينفي محامو الموقوفين هذه التهم ويصفونها بأنها ذات طابع سياسي.
ومن أبرز المشمولين بالقضية شخصيات معروفة، بينها القيادي في حركة النهضة نور الدين البحيري، ورئيس الديوان الرئاسي الأسبق رضا بلحاج, والأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي, والوزير الأسبق غازي الشواشي, إضافة إلى قيادات من جبهة الخلاص الوطني.
تونس: صدمة بعد العثور على طفلة مقتولة في جريمة مروعة
