الاتحاد العام التونسي للشغل اتهم ما وصفها بـ”مجموعات إجرامية” بالتهجم على مقره في بطحاء محمد علي بالعاصمة تونس، معتبراً أن ما حدث “محاولة خطيرة لجرّ البلاد إلى مربع العنف والفوضى”.
ودعا الاتحاد، في بيانه، كافة النقابيين في مختلف جهات البلاد إلى التجند للدفاع عن المنظمة، مؤكداً أنه سيظل “سداً منيعاً أمام كل محاولات المسّ من استقلاليته ودوره الوطني”.
وفي تصريحات إعلامية، حمّل الناطق الرسمي باسم الاتحاد، سامي الطاهري، أنصار الرئيس قيس سعيّد مسؤولية الاعتداء، مؤكداً أن هؤلاء هم من نفّذوا الهجوم على مقر الاتحاد صباح الخميس، وقال الطاهري إن “الهجوم لم يكن عفوياً، بل نُقل عدد من المهاجمين بالحافلات من محافظة صفاقس إلى العاصمة بهدف مهاجمة مقر الاتحاد، حتى أن من بينهم نائبة شعب”.
وأضاف أن ما حدث “ليس مجرد احتجاج بل اعتداء موصوف وجريمة”، مطالباً النيابة العمومية بفتح تحقيق في الحادثة، ومؤكداً أن الاتحاد قدم ما لديه من معطيات وأسماء.
وأشار الطاهري إلى أن الهجوم جاء بعد سلسلة من التحريضات التي تتعرض لها المنظمة النقابية منذ فترة، وخاصة بعد تنفيذ إضراب النقل البري الذي استمر ثلاثة أيام، والذي تسبب في شلل واسع للقطاع وتضرر مئات الآلاف من المواطنين، لا سيما العمال والموظفين.
وأوضح أن الأمن لم يقم بواجبه في حماية المقر، قائلاً إن “المهاجمين كانوا على بُعد متر فقط من الباب الرئيسي، ودخلوا في احتكاك مباشر مع النقابيين”، في حين تواصل السلطات الأمنية تمركزها بشكل مكثف في محيط المقر بعد انسحاب المحتجين.
وشدد الطاهري على أن “المسؤولية السياسية تقع على عاتق السلطة، التي سمحت لهذا التحريض بالتصاعد، وسكتت عنه، بل وساهمت فيه بشكل غير مباشر”، مضيفاً أن المكتب التنفيذي للاتحاد سيعقد اجتماعاً طارئاً يومي الجمعة والسبت، تمهيداً للدعوة إلى هيئة وطنية موسعة.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر تجمع عدد من المحتجين، أغلبهم من فئة الشباب، أمام مقر المنظمة، وهم يهتفون بشعار “ديقاج ديقاج” (ارحل)، في إشارة واضحة لمطالبتهم برحيل قيادة الاتحاد الحالية.
ويعيش الاتحاد العام التونسي للشغل، أبرز المنظمات النقابية في البلاد، أزمة داخلية مستمرة منذ أشهر، إذ ظهرت تيارات داخلية مختلفة تطالب برحيل القيادة الحالية، متهمة إياها بالفشل والانقلاب على القوانين الداخلية للمنظمة. وقد برزت مؤخراً معارضة يقودها عدد من الأمناء العامين السابقين، في مقابل تيار مؤيد للقيادة الحالية.
يُذكر أن حالة الغضب تجاه الاتحاد تصاعدت في الآونة الأخيرة، خاصة بعد الإضرابات القطاعية المتكررة، التي أثّرت بشكل مباشر على المواطنين، وأثارت انتقادات واسعة عبر الشارع ومنصات التواصل الاجتماعي.
مصر ضمن الدول الإفريقية الأدنى في أسعار الديزل خلال نوفمبر 2024
