قامت مجموعة من الأحزاب والشخصيات الوطنية في تونس بإطلاق مبادرة “التزام وطني” لتوحيد المعارضة والدفاع عن الحكم المدني والحقوق والحريات، تأتي المبادرة رداً على الأوضاع السياسية الراهنة وتهدف إلى إعادة الحياة السياسية.
أطلقت مجموعة من الأحزاب التونسية والمكونات المدنية مبادرة جديدة تحت اسم “التزام وطني” تهدف إلى توحيد صفوف القوى المعارضة للدفاع عن الحكم المدني والديمقراطية.
وجاء إطلاق المبادرة في وقت تشهد فيه تونس ما وصفه المحلل السياسي محمد بعود بـ”التصحر السياسي”، حيث تسيطر السلطة على إدارة شؤون البلاد دون إتاحة دور فاعل للمجتمع المدني والأحزاب.
وفقاً للتحليل السياسي، تأتي المبادرة بعد جدل ونقاش كبير بين المكونات السياسية التي تسعى لخلق ديناميكية جديدة في الساحة السياسية التونسية، في محاولة لتحريك المياه الراكدة في الحياة السياسية التي كانت مزدهرة في فترات سابقة.
ويرى الخبراء أن نجاح المبادرة في التأثير على المشهد السياسي مرهون بتحقيق شرطين أساسيين: أولاً انتقالها من الخطاب النخبوي إلى الخطاب الشعبي الذي يتماشى مع متطلبات المواطن التونسي البسيط وهمومه اليومية مثل غلاء الأسعار ومشاكل التشغيل والتنمية، وثانياً انفتاحها على باقي الأحزاب ومكونات المجتمع المدني والجمعيات والمنظمات، وسعيها لتوسيع قاعدة تمثيل التونسيين داخلها.
من ناحية أخرى، تشير التحليلات إلى أن السلطة الحاكمة غير جاهزة للتعامل مع هذه المبادرة، استناداً إلى عدة مؤشرات منها رفض الرئاسة السابق لمبادرات حوارية مماثلة، وعدم وجود حكومة سياسية بالمعنى العملي للتفاوض، فضلاً عن طبيعة الحكومة التكنوقراطية الحالية التي لم تبدِ اهتماماً بالمبادرة.
ويرتبط مستقبل المبادرة بقدرتها على التحول من مبادرة نخبوية إلى مبادرة شعبية تتفاعل مع الشارع التونسي من خلال التظاهرات والاجتماعات والنشاط السياسي الفاعل، خاصة في ظل بعد الاستحقاقات الانتخابية الحالية التي تجعل الحكم على المبادرة في هذه المرحلة سابقاً لأوانه.
مصر وتونس تعززان الشراكة بتوقيع 8 اتفاقيات تعاون
