توغل عناصر من قوات الدعم السريع في غرب بحر الغزال بجنوب السودان أثار ذعر السكان وأدى لنزوحهم إلى واو، وفقاً لحاكم الولاية إيمانويل بريمو، واعتبر الحاكم هذا التوغل تهديداً للأمن الوطني.
أفادت مصادر رسمية في ولاية غرب بحر الغزال بجنوب السودان بتوغلات متكررة لقوات الدعم السريع السودانية عبر الحدود المشتركة، مما أثار حالة من الذعر بين السكان المحليين.
وأكد حاكم الولاية إيمانويل بريمو أوكيلو أن هذه التحركات المسلحة تمت دون أي تنسيق مسبق مع السلطات الجنوب سودانية، مما يشكل انتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية.
وأسفرت هذه التوغلات عن نزوح أعداد كبيرة من المدنيين من مناطقهم الأصلية باتجاه مدينة واو، هرباً من التصعيد العسكري المفاجئ.
وأعرب الحاكم عن قلقه البالغ إزاء هذه التطورات، مشيراً إلى أن دخول القوات المسلحة الأجنبية دون إذن يمثل تهديداً مباشراً لأمن الدولة وسلامة مواطنيها.
وجاء رد فعل الحكومة الجنوب سودانية حازماً، حيث أكد الرئيس سلفا كير ميارديت على ضرورة بقاء الحدود مفتوحة أمام المدنيين الفارين من الصراع في السودان، مع التشديد على أن أي تحركات عسكرية عبر الحدود يجب أن تتم وفق آليات التنسيق الرسمية بين البلدين.
من جانبه، أعلن اللواء جيل مانغوك جيل، القائد الإقليمي لقوات الدفاع، عن تعزيز آليات المراقبة على طول الحدود، مؤكداً أن الوضع لا يزال تحت السيطرة رغم خطورته.
وتأتي هذه التوغلات في سياق تصاعد حدة الصراع المسلح في السودان منذ أبريل 2023، حيث تخوض قوات الدعم السريع معارك ضارية ضد الجيش السوداني.
ويبدو أن التصعيد بدأ يمتد إلى المناطق الحدودية مع جنوب السودان، مما يثير مخاوف جدية من احتمال تحول المنطقة إلى ساحة جديدة للصراع.
ويثير هذا التصعيد قلقاً دولياً متزايداً، خاصة في ظل المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية في منطقة تعاني أصلاً من أوضاع معيشية صعبة.
وتواجه حكومة جنوب السودان تحدياً حقيقياً في تحقيق التوازن بين واجبها في حماية حدودها من جهة، ومسؤولياتها الإنسانية تجاه المدنيين الفارين من جحيم الحرب في الجارة الشمالية من جهة أخرى.
السودان.. “اليونسكو” تدعو إلى حماية مواقع التراث العالمي في جزيرة مروي
